البيان الختامي لمؤتمر ثورة الشام… ولبنان وبشائر الخلافة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين…
البيان الختامي لمؤتمر
ثورة الشام… ولبنان وبشائر الخلافة
الذي عقده حزب التحرير / ولاية لبنان في الثامن والعشرين من رجب الخير 1437هـ يوافقه الخامس من أيار 2016م، وذلك في الذكرى الـ 95 لهدم الخلافة، جُنة المسلمين، ورافعة لوائهم، الدولةُ التي ترعى شؤون المسلمين وغيرهم بالأحكام الشرعية، وتحمل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد، الخلافةُ التي آن أوانها، وحل زمانها ووقتها، ولا سيما بعدما نفضت الأمة عن كاهلها الخوف من حكامها، ونزلت في الشوارع مطالبةً بأبسط حقوق الرعاية، وصولاً إلى درة التاج في ثورة الأمة المباركة، ثورة الشام، التي صدحت ورفعت الصوت بما لا يشبه الثورات التي سبقتها، بأن أهل الشام هم أهلُ (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وبالمطالبة بحكم الإسلام، ما جعل تكالب الأمم على ثورة الشام واضحاً بيناً، لأنها ارتبطت بما يقض مضاجع الغرب، الخلافة الثانية على منهاج النبوة…
ولم تكن لبنان الرابضة على ثغر من ثغور الشام ببعيدة عن هذه الثورة، فكانت لبنان خاصرة الثورة، وحاضنة أهلها، رغم التعسف والظلم الذي لقيه إخواننا النازحون من أهل سوريا على يد السلطة اللبنانية، التي زعمت النأي بالنفس، بينما حزب من أحزابها المنخرط في الحكومة يشارك نظام الطاغية في الشام بقتل أهل سوريا، ويعبر الحدود بعتاده وسلاحه ومقاتليه دونما حسيبٍ أو رقيب، في الوقت الذي تعُج سجون لبنان بكل مناصر للثورة وأهلها ولو بالكلمة والرأي، وتهم “الإرهاب” جاهزةٌ معلبةٌ لكل من يرفع صوته نصرةٌ لأهلنا في شامنا الحبيب.
في هذه الأجواء دعونا لمؤتمر حزب التحرير (ثورة الشام… ولبنان وبشائر الخلافة)، لرفع الصوت عالياً بنصرة ثورة الشام، وتأكيد هوية لبنان وأنه جزءٌ من بلاد المسلمين، وأن الجامع لأهل سوريا ولبنان هو الجامع لكل الأمة الإسلامية من إندونيسيا شرقاً إلى المغرب غرباً، دولة الإسلام الخلافة.
وقد انتظمت عِقْدُ كلمات المؤتمر في ثلاثة محاور أساسية:
المحور الأول: لبنان والثورة
المحور الثاني: أمريكا والثورة
المحور الثالث: بشائر الخلافة
حيث تمثلت في هذه المحاور النظرة الصافية النقية الواضحة لمعنى ثورة الشام وربطها بلبنان، وكون مسلمي لبنان لا ينفصلون عن محيطهم، ووضوح عداء الغرب ولا سيما أمريكا لثورة الشام، والثبات البطولي لأهل الشام رغم المجازر التي يرتكبها النظام وأحلافه وأسياده من الشرق والغرب، وضرورة وحدة الأمة الإسلامية التي لا تكتمل إلا في ظل تحقق موعود الله سبحانه وتعالى، وبشرى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، الخلافة الثانية على منهاج النبوة.
وبناءً عليه خَلُصَ المؤتمر إلى النتائج التالية:
أولاً: التأكيد على أن لبنان جزء لا يتجزأ من محيطه بلاد الشام، بل كل بلاد المسلمين، كجسدٍ واحدٍ يتداعى لألم الأمة في كل جزءٍ منها.
ثانياً: التأكيد على تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن وقف سفك دم أهلنا في سوريا عبر منع حزب الله من المضي في نهجه المعادي لمشروع الأمة ولا سيما في سوريا.
ثالثاً: ضرورة بل وجوب توقف السلطة اللبنانية عن الكيل بمكيالين بين من يسفك دماء أهلنا في الشام، وبين المناصرين لثورة الشام وأهله.
رابعاً: التأكيد على رفض المذهبية الطائفية، ورفض ما أذكاهُ الغرب وخاصة أمريكا، من صراع مذهبي طائفي عرقي، والتمسك بما سمانا الله سبحانه به ﴿هو سماكم المسلمين من قبل﴾.
خامساً: التأكيد على أن المعركة الحقيقية هي مع الغرب الكافر المستعمر. وأن الاحتراب الداخلي بين الأخوة ما هو إلا نارٌ تحرق أهلها، وتضيء للغرب الكافر المستعمر طريقه فوق جثثنا.
سادساً: إن ثبات أهل الشام، وخاصةً في هذه اللحظات العصيبة من القصف والقتل الممنهج، ليدل على أن الشام وأهلها عَصِيّانِ على كل متآمرٍ سواءٌ أكان نظاماً مجرماً، أم مفاوضاً منهزماً، أم غرباً متربصا.
سابعاً: التأكيد على أن الضامن الحقيقي للثورة المباركة هو خلع النظام العلماني بكل مكوناته، وإحلال حكم الله مكانه، في دولة عدل لكل رعاياها مسلمين وغير مسلمين، دولة الخلافة على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير واصلاً ليله بنهاره، راجياً منه سبحانه نصراً عاجلاً غير آجل وما ذلك على الله بعزيز.
ثامناً: دعوة كل مخلصٍ ليمد يده لنصرة العاملين المخلصين ولا سيما في هذه الظروف القاسية والأحداث الماعسة التي تنزل بالأمة، والتي ليس لها إلا الله، ثم عمل العاملين الجادين المجدين، بغاية محددة وطريق واضح.
وفي ختام أعمال هذا المؤتمر المبارك لا يسعنا في حزب التحرير / ولاية لبنان، إلا أن نتوجه بخالص الشكر وجزيل الثناء ووافر التقدير، لكل من قبل دعوتنا ولباها، من المحاضرين الكرام، والحضور الأفاضل، طبتم وطاب مسعاكم وممشاكم.
والشكر مستحقٌ لكل من أعان على تنظيم هذا المؤتمر، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
والله نسأل أن يمُن علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بعاجل نصره، وقريب فرجه، وما ذلك على الله بعزيز، إن الله بالغُ أمره قد جعل الله لكل شيءٍ قدرا.
والحمد لله الذي بنعمته وفضله وكرمه تتم الصالحات.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية لبنان
الخميس, 05 أيار/مايو 2016 م