فلسطين: مؤتمر الخلافة في الخليل “براءة من فسطاط النفاق”
فلسطين: مؤتمر الخلافة في الخليل “براءة من فسطاط النفاق”
بحضور نحو عشرة آلاف مشارك وتنظيم لافت للنظر اختتم حزب التحرير مؤتمره الضخم الذي عقده وسط مدينة الخليل في ملعب مدرسة ابن رشد والساحات المحيطة به، وقد أحيطت ساحات المؤتمر بالرايات السوداء والألوية البيضاء، فيما صدحت حناجر المشاركين بالتكبير والتهليل والهتافات التي تنادي بإقامة الخلافة وتوحيد المسلمين وتحريك الجيوش لتحرير فلسطين.
ويأتي عقد هذا المؤتمر بحسب إعلان الحزب في الذكرى الخامسة والتسعين لهدم الخلافة، تحت شعار
(فسطاط المؤمنين الخلافة على منهاج النبوة، وفسطاط المنافقين الكفارُ المستعمرون).
وقد تحدث في المؤتمر شخصيات عديدة منها عضوا المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين الدكتور ماهر الجعبري والدكتور مصعب أبو عرقوب، وقد أرسل المؤتمر رسائل عديدة إلى المسلمين وجيوشهم، كما وُجهت رسائل خاصة في هذا المؤتمر إلى تركيا واليمن وتونس وأهل سوريا وخاصة أهل حلب…
وقد ركز المتحدثون في كلماتهم على مطالبة المسلمين بالتوحد والتمسك بالإسلام وأن يكونوا في فسطاط المؤمنين ومناهضة فسطاط الكافرين وأن يعملوا على إقامة الخلافة، فيما تم التشديد على دور الأمة في تحرير المسجد الأقصى وسائر فلسطين من الاحتلال اليهودي مع التأكيد على أن جيوش المسلمين تتحمل واجب التحرير وواجب نصرة حزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
وشدد الشيخ أبو مصعب في الكلمة الرئيسية للمؤتمر على أن (أمريكا هي رأس فسطاط الكفر والعدو اللدود للإسلام والمسلمين، وهي صانعة الإرهاب… وهي صانعة الأحلاف العسكرية الغربية منها والعربية… هي منتجة المشاريع الشيطانية من دولة مدنية وعلمانية. هذا هو فسطاط الكفر الذي انحاز إليه حكام وملوك… علماء ومفكرون… سياسيون وإعلاميون… حركات ومنظمات، فكانوا رأس حربته في حربنا، ويده الطولى في البطش بنا والحراس لمشاريعه والمروجين لأفكاره، ولولا هؤلاء العملاء ما كان الكفر لينجح في مخططاته ومشاريعه. فسطاط النفاق هذا هو حرب على الأمة… وحرب على مشروعها وعلى خلاصها ومبعث عزتها – الخلافة على منهاج النبوة – التي تخلص الأمة بل والبشرية من شرور الكفر وآثامه. روى أبو داود وأحمد وصححه الحاكم عن فتنة الدهماء قال صلى الله عليه وسلم: «… يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه…»).
وقد ركز الدكتور ماهر الجعبري على دور المكاتب الإعلامية للحزب فقال: (إننا في المكاتب الإعلامية للحزب عبر العالم… نقف منافحين عن الإسلام… ومكافحين لأجله… نكشف خطط المستعمرين… ونفضح فسطاطهم اللئيم…
وقد واجه إعلاميو الحزب في سبيل ذلك السجن والاختطاف والتعذيب… وحقيق علينا في هذا المقام أن نخص أخانا الناطق في باكستان المهندس نفيد بوت… المختطف منذ خمس سنوات… ندعو الله سبحانه أن يفرج كربه… وأن يفرّج عن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون اليهود… وفي أقبية المخابرات القمعية… وأن يعيدهم جميعا إلى أهلهم سالمين غانمين…
ونحن في المكاتب الإعلامية… نحطّم الحواجز الإعلامية… ليكون الإسلام فكرة ظاهرة بين الناس… شاخصة أمام الجنرالات والضباط… ليكونوا القوة الناصرة… فيتحقق وعد الله وبشرى رسوله… على أيدي فسطاط المؤمنين… لنهلل جميعا… لا إله إلا الله… والخلافة وعد الله).
وخاطب الجعبري الإعلاميين بأن (الإعلام قضية قبل أن يكون مهنة… وأنتم أيها الإعلاميون مسلمون، قضيتكم الإسلام… لذلك فإن الموضوعية في نقل الخبر لا تكفي عندما يتطلب الموقف انحيازا عقديا للأمة… وأنتم على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلكم).
فيما قال الدكتور مصعب أبو عرقوب في الرسالة التي وجهها إلى أهل تركيا وجيشها (إنا نناديكم لنصرة دين الله…. ونستنهض هممكم لحمل دعوة الإسلام وتحكيم شرع الله… وأنتم أهل لذلك والقادرون عليه، فجيشكم جيش عظيم… وهو قادر بإذن الله على نصرة الدين… وحماية المسلمين ورد عدوان المعتدين…
والإسلام هو سبيل عزتكم وهو ما لا يدركه حكامكم… فقد سعى حكامكم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي… ولكنهم أبوا بسبب الإسلام الذي في صدوركم.. وحرص حكامكم على البقاء في حلف أمريكا، حلف الناتو، وفتحوا البلاد أمام الحلف الصليبي ضد الشام، بدلا عن العمل لوحدة المسلمين والانعتاق من التبعية للدول الغربية فينحازوا إلى فسطاط المؤمنين ويتبرؤوا من فسطاط الكافرين… فإلى متى ستبقون ساكتين عن حكامكم؟!).
وقد ردد المشاركون في المؤتمر إعلان البراءة من فسطاط الكفار والمنافقين والتمسك بفسطاط المؤمنين، وقد بينت وثيقة البراءة أن فسطاط الكفر والنفاق يرتكز على أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والاحتلال اليهودي والأمم المتحدة ومن والاهم من الحكام والقوى الدولية والإقليمية الأخرى، ومما قيل في رسالة البراءة:
(وها قد وقفنا بين يدي الله، فلنقف خاشعين متذللين، تائبين طائعين، مستغفرين لذنوبنا وعلى تفريطنا نادمين… لنرسم لوحة براءة سياسية شرعية تاريخية، يكتبها الله في صحائفنا، ويجعلها في ميزان حسناتنا، رافعين أكف الضراعة إلى الله العزيز القدير، ونردد سويا بألسنتنا وقلوبنا قائلين:
نستغفر الله العظيم، ونتوب إلى الله العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
• اللهم إنا نبرأ إليك من الشرك والمشركين والكفر والكافرين.
• اللهم إنا نبرأ إليك من الديمقراطية والرأسمالية والاشتراكية والشيوعية.
• اللهم إنا نبرأ إليك من فسطاط المنافقين ومن حالفهم وناصرهم على الإسلام والمسلمين.
• اللهم إنا نبرأ إليك من الأحلاف الأمريكية وممن شاركها في العدوان على المسلمين.
• اللهم إنا نبرأ إليك من السير في مشاريع أمريكا وروسيا والدول الأوروبية وقرارات الأمم المتحدة الاستعمارية.
• اللهم إنا نبرأ إليك من الفتنة الطائفية ومن يسخرها خدمة لفسطاط المنافقين والكفار المستعمرين.
• اللهم إنا نبرأ إليك من القوانين الوضعية، والدساتير غير الإسلامية.
• اللهم إنا نبرأ إليك من الحكام الظالمين الذين هم لشرع الله معطلون وفي فسطاط الكافرين والمنافقين مسارعون.
• اللهم إنا نبرأ إليك من جرائم أعوان الظالمين وفتاوى علمائهم المضلين، وعدوان شبيحتهم المجرمين.
• اللهم إنا نبرأ إليك ممن آذى المسلمين وتآمر عليهم.
• اللهم إنا نبرأ إليك من المفاوضين والمفرطين والمتنازلين عن مقدسات المسلمين.
• اللهم إنا نبرأ إليك من الدولة العلمانية ودساتيرها وقوانينها الطاغوتية.
• اللهم إنا نبرأ إليك من رايات سايكس بيكو العمية الجاهلية وألوانها وشعاراتها.
• اللهم إنا نبرأ إليك من الخيانة والخائنين… وأولياء الشيطان أجمعين.. ومن كل ذنب ومعصية.
فيما أكد الشيخ أبو همام في رسالته إلى تونس (يا جيشنا في تونس: نخاطبكم من القدس التي باركها الله وهي تنتظر لقياكم بفارغ صبرها، من الأقصى الذي تشتاق جباهكم للسجود فيه، نخاطب فيكم عزمات المؤمنين من آبائكم الذين حملوا الدين بالجهاد في سبيل الله وكانت أوروبا ترتعد فرائصها عندما ترى قسطل جيشهم، فدوروا مع القرآن حتى يدور الزمان كما كان، يمموا وجوهكم إلى الله، وانظروا إلى اليوم الذي تموتون فيه حتى تكون حياتكم ثمنا لما تلقونه بعد موتكم، وحتى تهون عليكم أنفسكم في سبيل الله، كونوا أنصار الله، وابذلوا المهج رخيصة من أجل دين الله، وانصروا دعوتنا التي عرفتم فيها اتباع نبي الله والأسوة فيه.
تطلعوا لشرف إقامة الدين وميلاد خلافة المسلمين، تطلعوا إلى عز الدنيا والآخرة، كونوا مع العيون الناظرة إلى القدس التي تنتظر فرسانها من جيوش الإسلام، تطلعوا إلى يوم قريب يتلو فيه خليفة المسلمين بيانه الأول فسارعوا إلى هذا الشرف العظيم، بتصديق دعوة الحق ونصرة دين الله. وبذل النفوس من أجل الله. {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّة}.
وخاطب المتحدث في رسالته لأهل حلب (يا أهل حلب والشام عامة، الله الله في ثباتكم، الله الله في فسطاطكم، فوالله ما لكم إلا الصبر، ووالله ما لكم وجه غير وجه الله، فما بقي من الليل إلا آخره، وكأننا ننظر نصر الله يتنزل عليكم، وإلى الخلافة بين أظهركم، وإلى خيل المسلمين تشد على أعدائكم، وكأننا نسمع صيحاتكم وتكبيراتكم حول المسجد الأقصى، فالثبات الثبات يرحمكم الله.
وللكتائب المقاتلة في الشام نقول، إن نصرتكم لحلب وأخواتها تكون بأن تجمعوا أمركم وتقطعوا رأس الأفعى في دمشق وأنتم قادرون على ذلك، اقطعوا حبائل الاستعمار وأدواته العميلة، وتوجهوا مباشرة إلى دمشق لإسقاط النظام وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.)
وأما لأهل اليمن فمما قاله المتحدث (هذه دعوة لكم من حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين… دعوة حق وصدق نزجيها لكم، ضارعين إلى الله أن تجد سبيلا إلى قلوبكم… ونسأل الله أن يرزقنا بكم أنصارا وأعوانا لإقامة دين الله في الأرض وتحقيق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» فنرى جموعكم المؤمنة ملبية ومكبرة تتقدم صفوف المسلمين لتطهير بيت المقدس من رجس يهود… عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَهُمْ مِنِّي وَإِلَيَّ، وَإِنْ بَعُدَ مِنْهُمُ المَرْبَعُ، وَيُوشِكُ أَنْ يَأْتُوكُمْ أَنْصَارًا وَأَعْوَانًا؛ فَآمُرُكُمْ بِهِمْ خَيْرًا».)
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة (فلسطين)
***
– تقرير مصور حول أعمال المؤتمر –
***
– تسجيل فعاليات وفقرات المؤتمر –
(الجزء الأول)
(الجزء الثاني)
(الجزء الثالث)