ذكرى هدم الخلافة
الخبر:
يوافق بعد يومين في الثامن والعشرين من رجب الذكرى السادسة والتسعون لهدم دولة الخلافة.
التعليق:
تمّر هذه الأيامَ، الأيامَ الأخيرة من شهر رجب، ذكرى هدم الخلافة التي هدمت عام 1342هـ، على يد الإنجليز وبمساعدة الخونة من الترك والعرب، وهذه الذكرى هي السادسة والتسعون.
فإذا أخذنا بعين النظر الحكم الشرعي؛ بحرمة أن يعيش المسلمون بدون خليفة لأكثر من ثلاثة أيام؛ علمنا عظم الإثم الذي ارتكبه المسلمون خلال الست وتسعين سنة المنقضية.
إن الإسلام يقتضي أن تكون له السيادة في الحياة، أن تكون له السيادة في المجتمع، وهذا لا يتأتى إلا أن يكون في سُدّة الحكم، وأن تكون له السيادة، أن يكون هو الآمر الناهي على الأفراد وعلى المجتمع وعلى الدولة، وهذا ما اقتضته الأحكام الشرعية الموجبة للبيعة والطاعة، والأحكام التي حددت شكل نظام الحكم في الإسلام الذي هو الخلافة، ورد في صحيح البخاري: (… فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم»)، فالحديث حدّد شكل نظام الحكم بأنه الخلافة بقوله صلى الله عليه وسلم: «وسيكون خلفاء فيكثرون»، وبذلك بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة». وبالاستخلاف وعد القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِيْ الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ…﴾ [سورة النور: 55].
لقد آن للأمة الإسلامية أن تعيَ واقعَها، وأن تعيَ واجبَها نحو ربها، ونحو نفسها، ونحو البشرية أيضاً، فالأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وأكبر معروف هو الحكم بما أنزل الله، وأكبر منكر هو سيادة أحكام الكفر، وعلى الأمة أن تدرك أن سبب كل ما حل بها من مصائب ونكبات في مختلف بلاد المسلمين إنما هو غياب حكم الإسلام، وها هو ذا حزب التحرير يتبنى الخلافة وإعادتها قضية مصيرية له، ليجعلها قضية الأمة كما كانت من قبل، وفي كل عام في هذه المناسبة يقوم الحزب بتذكير الأمة بهذه الذكرى الأليمة، ذكرى هدم الخلافة، لتقف الأمة عند مسؤولياتها التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليها فتعيد الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والحكم بما أنزل الله… فليبادر المسلمون إلى العمل الحثيث لاسترداد سلطانهم المسلوب، وإعادة سيادة الشرع، وليحذروا من الميتة الجاهلية كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم: «…ومن ماتَ وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن