أضواء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء احمد شوقي ح7
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإخوة الكرام: مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أنا محدثكم محمد أحمد النادي أقدم إليكم هذه السلسلة المكونة من تسع حلقات ألقي فيها الضوء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء أحمد شوقي ومع الحلقة السابعة أقول وبالله التوفيق:
طعن شوقي بفهم الأتراك لمعنى إلغاء الخلافة: يقول شوقي رحمه الله:
18- إن الذين جرى عليهم فقهه … خلقوا لفقه كتيبة وسلاح
19- إن حدثوا نطقوا بخرس كتائب أو خوطبوا سمعوا بصم رماح
في البيتين الثامن عشر، والتاسع عشر، ينحي الشاعر أحمد شوقي باللائمة على الأتراك لسكوتهم عن مصطفى كمال فيقول: إن هؤلاء الذين ألغيت الخلافة فيهم ولم يفهموا معنى إلغائها إنما خلقوا للحرب، فلا يتكلمون إلا بالحرب، ولا يسمعون إلا بلغة الحرب. ويقصد شوقي من ذلك الطعن بفهمهم لمعنى هذا الأمر الفظيع الذي أوجدوه فيهم.
مسوغ شوقي لمهاجمته مصطفى كمال وقد كان يمدحه: يقول شوقي رحمه الله:
20- أستغفر الأخلاق لست بجاحد … من كنت أدفع دونه وألاحي
21- ما لي أطوقه الملام وطالما ….. قلدته المأثور من أمداحي
22- هو ركن مملكة وحائط دولة … وقريع شهباء وكبش نطاح
23- أأقول من أحيا الجماعة ملحد؟ … وأقول من رد الحقوق إباحي؟
24- الحق أولى من وليك حرمة …. وأحق منك بنصرة وكفاح
25- فامدح على الحق الرجال ولمهموا أو خل عنك مواقف النصاح
26- ومن الرجال إذا انبريت لهدمهم هرم غليظ مناكب الصفاح
27- فإذا قذفت الحق في أجلاده …. ترك الصراع مضعضع الألواح
في الأبيات الثمانية: من البيت العشرين حتى البيت السابع والعشرين يذكر أمير الشعراء فيها مسوغ مهاجمته لمصطفى كمال، وقد كان يمدحه بأنه إنما يسير مع الحق حيث كان، ويهاجمه لأنه ارتكب جريمة في حق الإسلام والمسلمين، فهو لا يقول لمن أحيا الجماعة: أنت ملحد، ولا يقول لمن رد الحقوق إلى أصحابها أنت إباحي تبيح أكل حقوق الآخرين، ثم يقرر الشاعر أن الحق أولى من الرجال حرمة، وأحق منهم بالنصرة والكفاح، وأن من أراد أن يمدح الرجال أو يلومهم فعليه أن يقول الحق، وإلا فليبتعد عن مواقف الوعاظ والناصحين، وأن الرجل مهما عظمت شخصيته فإنه يهزم إذا ما هوجم بالحق.
دعوة شوقي المسلمين لتقديم النصح لمصطفى كمال: يقول شوقي رحمه الله:
28- أدوا إلى الغازي النصيحة ينتصح …. إن الجواد يثوب بعد جماح
29- إن الغرور سقى الرئيس براحه …….كيف احتيالك في صريع الراح؟
30- نقل الشرائع والعقائد والقرى …… والناس نقل كتائب في الساح
في الأبيات الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين يطلب الشاعر من المسلمين أداء النصيحة لمصطفى كمال، ويرسم الشاعر صورة شعرية على سبيل التشبيه التمثيلي، وهي أن الجواد الأصيل بعد أن يعصي أوامر فارسه الذي يمتطيه ويجمح به عن الجادة والطريق التي يريد السير فيها، يعود أدراجه ويرجع إليها منفذا ومطيعا أوامر فارسه. أدوا النصيحة لهذا الغازي الذي أصابه الغرور ففعل ما فعل، لعله يرجع عن غيه فيبني ما هدم، وينصف من ظلم، فقد أزال الإسلام عقيدة وشريعة من الدولة، ومن شؤون الحياة، ووضع مكانه نظام الكفر، وهو النظام الرأسمالي، والشريعة الغربية، وعقيدة الكفر، عقيدة فصل الدين عن الدولة.
مهاجمة شوقي الأتراك لسكوتهم عن مصطفى كمال: يقول رحمه الله:
31- تركته كالشبح المؤله أمة … لم تسل بعد عبادة الأشباح
32- هم أطلقوا يده كقيصر فيهمو حتى تناول كل غير مباح
33- غرته طاعات الجموع ودولة .. وجد السواد لها هوى المرتاح
34- وإذا أخذت المجد من أمية لم تعط غير سرابه اللماح
في الأبيات من البيت الحادي والثلاثين إلى البيت الرابع والثلاثين يهاجم الشاعر الأتراك لأنهم تركوا مصطفى كمال يفعل ما يشاء دون رقابة ولا محاسبة، فقد رفعوه إلى مصاف الآلهة في التعظيم، وأطلقوا يده فيهم حتى تناول كل ما حرم الله، واغتر بطاعة الجماهير له، وأن ذلك قد كان لأن الأمة لم تكن في ذلك الوقت واعية، والأمة غير الواعية لا تدرك قيمة المجد، ولا تستميت بالمحافظة عليه، ولا تعطي منه إلا السراب الخادع اللماح.
الإخوة الكرام: مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة الثامنة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يكرمنا بنصره، وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة في القريب العاجل، وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم محمد أحمد النادي