إقامة الدولة في ظل قانون السببية: عناصر القوة لدى الأمة الإسلامية، العنصر الثالث: هو القوة المادية المتمثلة بالجيوش
إقامة الدولة في ظل قانون السببية
للكاتب والمفكر ثائر سلامة – أبو مالك
(الجزء الواحد والعشرون: عناصر القوة لدى الأمة الإسلامية
العنصر الثالث: هو القوة المادية المتمثلة بالجيوش)
لقد أنفقت دويلات الضرار على التسليح مبالغ فلكية، وهناك دول تملك قوة هائلة حقيقية مثل تركيا، وباكستان،
ومن طبيعة الجيوش هي أنها تتربى على الطاعة للأوامر، لذلك فإننا إذا استطعنا العمل على إزاحة طبقة العملاء في قيادات الجيوش، والعمل على الاستنصار بالطبقة المخلصة من الضباط المنتمين لهذه الأمة الذين يعتنقون العقيدة الإسلامية، فإن أمر تغير الجيوش لصالح الأمة أسهل من تغير الناس العاديين، لأنهم بطبيعة الحال سيستجيبون للأوامر التي تأتيهم من الطبقة المخلصة.
ولتفعيل الطاقة السببية في عملية طلب النصرة:
هذه العملية تتم من خلال التواصل المستمر مع الجيوش، والبحث عن أولئك النفر المخلصين منهم، وهي عملية شاقة، إلا أنها من ضرورات التغيير، إذ إن إهمالها يفضي إلى تسليط الجيوش على الشعوب إذا أرادت الشعوب الانعتاق، ومثال الجزائر ماثل للعيان، فحين قالت الأمة كلمتها وانتخبت جبهة الإنقاذ في 1992، بأغلبية ساحقة، سحق الجيش الجزائري التجربة كلها وأدخل البلاد في حرب أهلية كانت نتائجها رهيبة، عملية تغيير الجيوش هذه نسميها: طلب النصرة، وهي جزء لا يتجزأ من الأعمال اللازمة لحصول التغيير، لزوم الماء للعطشان.
أما عنصر القوة هذا المتمثل بالجيوش، فإنه إذا أخذنا الجيش لصف الأمة، وأقمنا عقيدته على عقيدة الجهاد والتضحية، فإنه قادر على إحداث النقلة ذاتها التي نقلتها الأمة الإسلامية أيام الصحابة للبشرية في غضون عقود قليلة لتنتشر دولة الإسلام على نصف الكرة الأرضية التي كانت معروفة وقتها.
وعليه، فهذا استعراض سريع لعملية تغيير الدولة، وفق قاعدة السببية، وإن أي تجاوز لهذه العملية التي اتفقت فيها السنن الإلهية التي عرفناها من استنباط العملة التغييرية التي قام بها سيد الخلق محمد eفي مكة، اتفقت تلك السنن الإلهية، مع السنن الكونية التي تأخذ بعين الاعتبار: طبيعة الدولة، ومقوماتها، ومواطن القوة فيها، وعقائدها، وتتفق مع السنن الإنسانية التي تصمم أنظمة التغيير بما يفضي لإحداثه.
والحمد لله رب العالمين.