99 عاما على إسقاط الخلافة… فإلى متى نبقى أيتاما على موائد اللئام؟!
بيان صحفي
99 عاما على إسقاط الخلافة… فإلى متى نبقى أيتاما على موائد اللئام؟!
أيّها المسلمون:
في مثل هذا اليوم 1924/03/03م الموافق لـ28 من رجب سنة 1342هـ، تآمر خونة العرب والأتراك مع الكفار المستعمرين بزعامة بريطانيا آنذاك، وأسقطوا دولة الخلافة، الدّولة التي كانت تجمع المسلمين وتحميهم، وبزوالها تزلزلت الأرض من تحت أقدامهم وصارت بلادهم تحت نفوذ الكفار المستعمرين الذين مزقوها إلى دويلات هزيلة، نَصَّبوا على كل منها عميلاً لهم زعموه حاكماً (يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي)، وجنّدوهم ليبذلوا الوسع بكل وسيلة مهما بلغت من السوء ليمنعوا عودة الإسلام والخلافة من جديد، فكان الحُكّام العملاء خطاً متقدماً لتنفيذ هذه السياسة الخبيثة ضدّ الإسلام والمسلمين.
ومنذ ذلك اليوم الأسود ونحن المسلمين تحيط بنا المصائبُ والفتن، ويلفُّنا القتل من قُدّامنا ومن خلفنا؛ فيهود الذين ضُربت عليهم الذِلةُ والمسكنة مكّنتهم بريطانيا من فلسطين أرضَ الإسراء والمعراج، ورسّخت أقدامهم أمريكا التي جمعت أمم الأرض لتحارب الإسلام وعودة الخلافة، فحطّموا العراق وأفغانستان تحطيما، ويذهب رئيسها ترامب إلى الهند، فينقضّ الهندوس على المسلمين هناك قتلا وفتكا… وفي الصين يُسجن شعب بأكمله لأنّهم مسلمون، أمّا في البلاد التي ثار المسلمون فيها على النّظام الغربيّ وعملائه، فتكالبت عليهم أمم الأرض يساندون جزّار الشّام في ذبح المسلمين هناك كلّ يوم، ويتدخّلون في اليمن وليبيا أغرقوهما في حروب عبثيّة، تُمزّقهما تمزيقا.
أمّا تونس التي كانت منطلق ثورة، فتقاطرت عليها وفود الدّول الاستعماريّة، والمنظّمات الدّوليّة وغير الدّوليّة ليمنعوا سقوط النّظام العلماني الرأسمالي، ولتبقى تونس دويلة هزيلة معزولة تابعة للغرب، ففرضوا دستورا علمانيّا وتحكّموا بواسطة عملائهم في مفاصل الدّولة والإدارة، وبلغ بنا الهوان أن تحدّد سفيرة بريطانيا رئيس الحكومة بل كلّ الحكومة، وترسم سياساتها ويقرّر صندوق النّقد الدولي برامجها الاقتصاديّة…
أيّها المسلمون في بلد الزيتونة:
هذا هو حال المسلمين اليوم وحالنا؛ تمزّق وفرقة واستعمار وهوان، فمنذ ما يقرب من مائة عام، والأمة تعيش بلا دولة، بلا خلافة، ولا خليفة، نعيش ونحن مسلمون، والإسلام مُبعَدٌ عن الحكم والسياسة والاقتصاد، وغيرها من أنظمة الحياة، فعمّ بلادَنا الخرابُ والفساد، وسيطر علينا الكفّار المستعمرون وساد فينا العملاء حتّى فقدنا العزة والكرامة، وحتّى صار المسلم يُهان أينما حلّ أو ارتحل. والسبب واضح بيّنه الفاروق رضي الله عنه حيث قال: (كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
أيّها المسلمون في بلد الزيتونة بلد الأبطال الفاتحين:
يقول الله تعالى: ﴿… وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
فليس الاستعمار قدرا مقدّرا، وإنّما هو بسبب سكوتنا عنه وعن عملائه في بلادنا، نذكّركم اليوم بذكرى أليمة ذكرى هدم الخلافة، الدّولة التي كانت تجمعنا والمسلمين. يومها كانت تونس قائدة للجناح الغربي للخلافة على مدى قرون وكانت سيّدة الحوض المتوسّط، ولمّا أسقطت الخلافة وسكتنا وأبعد الإسلام ورضينا صارت بلادنا دويلة بل أقلّ!
واليوم وقد انطلقت من بلادكم ثورة أقضّت مضاجع الدّول المستعمرة، (لأنّها ثورة أمّة امتدّت إلى كامل البلاد الإسلامية، وهي مؤذنة بزوال أنظمتهم بإذن الله)، نخاطبكم لنذكّركم بالعزّ الذي بناه أجدادكم، وإنّنا اليوم لقادرون على استعادته لأنّ الإسلام الذي رفع أجدادنا إلى أعلى عليين ما زال قائما بيننا كما نزل على نبيّنا الأكرم e، وبينكم قيادة سياسية واعية مخلصة حزب التحرير؛ الرائد الذي لا يكذب أهله، وقد خبرتموه يصدقكم القول والفعل، لا يريد من أحد جزاءً ولا شكوراً، إنما يسعى لرضوان الله بتحكيم شرعه في الأرض، استجابة لقوله سبحانه: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾. فأروا الله من أنفسكم خيراً، وارفعوا عن أعناقكم إثم القعود عن نداء ربّكم. فإنه لا تبرأ ذمة مسلم إلا بالعمل الجاد لإقامة تاج الفروض المفقود؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وإنّ ذلك لكائن بإذن االله. هذا وعد ربّنا القائل سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً…﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet