الخلافة هي أمل المسلمين خاصة والإنسانية عامة
الخبر:
مر 99 عاما هجريا على هدم دولة الخلافة، أمل الأمة الإسلامية، الدرع الحامي للمسلمين، المدافعة عنهم، الراعية لشؤونهم، وتاج الفروض في دينهم.
التعليق:
من أهم عناصر العيش التي لا غنى للإنسان عنه هو الأمل، عندما يشتاق الإنسان أو يتمنى شيئا ولا يستطيع الحصول عليه فإنه يعيش على أمل تحقيقه، مثلا أمل الشباب الأعزب هو الزواج، والمتزوج أمله أن يرزقه الله الأطفال، والذي لديه أطفال يتمنى أن يكونوا أولاداً صالحين، والعاطل عن العمل يتمنى أن يجد فرصة عمل مناسبة، ومن يرى نفسه أنه فقير يتمنى الغنى، والغني يتمنى أن تستمر حياته بشكل هنيء، ولكن من بين الناس المؤمنين بالله تعالى يطبقون أوامره ونواهيه وهدفهم وامنيتهم الوحيدة هي الجنة التي عرضها السماوات والأرض التي وعدها الله لعباده المتقين، بالطبع كل الأمنيات والأهداف التي يسعى الإنسان لتحقيقها في هذه الدنيا ما هي إلا زخرف وزينة فانية، يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [ الروم: 7] لذلك علينا أن لا ننسى هدفنا الحقيقي الأول والأخير ألا وهو العيش كما أمرنا الله تعالى والسعي لجنة عرضها السماوات والأرض.
ما تحدثنا عنه في المقدمة، كله يدخل في نطاق الأمل، لذلك تحقيق هذه الآمال أو عدم تحقيقها كله مرتبط بسعي الإنسان وطموحه وهمته وإصراره على الوصول لأهدافه، طبعا الإنسان يحصل على نتيجة أعماله، يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾، بالطبع إذا تمنى الإنسان أي شيء فإنه لن يحصل عليه إلا إذا سعى لذلك وقام بكل ما هو مطلوب منه من أجل تحقيقه، وإن لم يفعل ذلك فإن آماله وطموحاته لن تتخطى كونها أحلاماً ولن تتحقق على أرض الواقع، بالطبع ما يتأمله الإنسان أو ما يطمح إليه فإنه يتمنى حصوله على أرض الواقع، إذن جوهر هذه المسألة يكمن هنا، إذن الخيار بين يديك إما أن يكون هدفك وطموحك هذه الدنيا وزخرفها وزينتها الفانية أو أن يكون طموحك جنة عرضها السماوات والأرض، وعلى هذا الأساس يكون سعيك وبذل جهدك، مثلا في بداية الدعوة آمن من مكة قلة قليلة آمنت بالله ورسوله، وكان هدفهم الوحيد هو أن تكون كلمة الله هي العليا في أرضه، ولكن هذا الأمل لم يتوقف عند كونه أملا فقط وإنما سعوا لتحقيق ذلك حق سعيه، فتحملوا من مشركي مكة أشد أنواع العذاب ولم يثنهم ذلك عن هدفهم وطموحهم قيد أنملة، استمروا في السعي لكي تكون كلمة الله هي العليا لأن تحقيق هذا الهدف كان بالنسبة لهم قضيتهم الرئيسية، وإن لم يحققوه فإن هذا الهدف والطموح لن يتعدى كونه مجرد أحلام يقظة، ولأنهم صبروا على هذا الدرب ولم يغيروا ولم يبدلوا ولم تنقص عزيمتهم أبدا شرفهم الله وكرمهم بدولة الإسلام في المدينة المنورة؟
الآن لننتقل إلى لب المشكلة: مرور 99 عاما على هدم دولة الخلافة على أيدي الكفار وأعوانهم من العملاء في الداخل، هل نأمل في إعادتها وبنائها من جديد؟ أجيب بسرعة عن ذلك: بالطبع نعم، ألا يتمنى المسلمون إعادة العز والشرف الذي سلبته منا الرأسمالية وذلك من خلال إعادة دولة الخلافة؟ التي كانت ضحية لأطماع المستعمر الوحشي، ألا يتمنى المسلمون أن يعيشوا في ظل خليفة يوقف الكفارعند حدهم ويعيد للأمة حقوقها المغتصبة؟ ألا يتمنى المسلمون أن يتحرروا من عبودية النظام الاقتصادي الرأسمالي ليكون لديهم خليفة مثل عمر بن الخطاب يحمل همومهم واحتياجاتهم على ظهره؟ ألا يتمنى المسلمون الذين يطمحون لجنة عرضها السماوات والأرض أن يكون لديهم خليفة مثل السلطان محمد الفاتح أو السلطان عبد الحميد يجاهدون خلفه ويستشهدون في سبيل الله؟ هذا عدا عن أعداد ونسب الانتحار المتزايدة يوما عن يوم بسبب الأزمات النفسية التي سببها الخذلان الذي يتعرض له الشباب، ألا يأمل هذا الشباب بالعيش تحت ظل عدالة دولة الإسلام؟
إذا كانت هذه الأهداف هي ما يسعى المسلمون لتنميته وتحقيقها وبالطبع هذا ما يسعى المسلمون له فإن العنوان الوحيد لتحقيق ذلك هو كتاب الله سبحانه وسنة نبيه الكريم e في إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي فيها عز الإسلام والمسلمين والتي يسعى إليها ليلا نهارا حزب التحرير، إذا كان هذا همكم أيها المسلمون فهلمَّ إلى هذا العمل المبارك نسعى سويا لعز الدارين ولمثل هذا فليعمل العاملون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان