في الذكرى المئوية لهدم دولة الخلافة العالم عطاء بن خليل يصف المشكلة وينير الطريق ويقود قافلة الخير


في الذكرى المئوية لهدم دولة المسلمين دولة الخلافة نذكركم أيها المسلمون أنها كانت حامية للأرض والعرض والنفس؛ فبدونها سفكت دماؤكم وأزهقت أنفسكم واحتلت بلادكم، وبضياع حاكمها الجُنة الذي يتقى به ويقاتل من ورائه أصبحنا بلا عزة بلا كرامة بلا حام بلا راع؛ يتطاول علينا القاصي والداني؛ فديارنا مهدومة وأموالنا منهوبة وخيراتنا مسلوبة ومقدساتنا مدنسة وأعراضنا منتهكة ودماؤنا مسفوكة.


وفي هذه الذكرى الأليمة أحببت أن أذكر إخواني المسلمين بمآسينا وأبشرهم بالفرج القريب والنصر الأكيد، ولم أجد أعذب كلاماً ولا أصدق تعبيرا من كلام أميرنا العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة وهو يقول في كلمته ليلة العاشر من ذي الحجة 1439هـ الموافق 2018/08/21م:


“… وما زالت خلافتنا غيرَ موجودة فتجرأ الكفار المستعمرون وعملاؤهم علينا فأشعلوا القتل وسفك الدماء في بلادنا، وتنوعت جرائمُهم الوحشية من البراميل المتفجرة إلى الصواريخ المدمرة إلى الأسلحة الكيماوية… وكل ذلك بأيديهم تارة وبأيدي عملائهم تارة أخرى، فحيثما نظرت وجدت دماء المسلمين تُسفك ظلماً وعدوانا… ففي الشرق تلك بورما، وما أدراك ما بورما، فحال المسلمين فيها يُدمي القلب، وذلك من جرائم البوذيين وفظائعهم التي تنأى عنها وحوش الغاب… ومن بعد ترى كشمير وجرائم الهند فيها… فإذا صعدت إلى الشمال فترى الشيشان والقوقاز ثم القرم تَفْتِك بها أيادي روسيا الموغلةُ في الجريمة والدماء… فإذا سرت من هناك شرقاً إلى تركستان الشرقية، فسترى الصين تسومها صنوف العدوان… وأما إذا سرت جنوباً ولامست شاطئ البحر فستجدُ قلب بلاد المسلمين، الأرضَ المباركة، فلسطين أولى القبلتين، وسترى اليهود يغتصبونها ويرتكبون فيها الجرائم والمجازر، وتسمع أنين مسجدها وهو يئن من جرح عميق يكاد يجعله في النزع الأخير… ثم الشام وما أدراك ما الشام، تسيل الدماء فيها من كل جانب، فالمجازرُ الوحشية تكاد تنتشر في الأزقة والحارات بفعل طاغية الشام، ومن ورائه ومن قدامه أمريكا والأتباعُ والأشياع من روسيا إلى إيران ثم المليشيات… وكل هؤلاء يشعلون نار هذا القتل وسفكِ الدماء بجميع وسائل القتل المدمرة… وها هي مجازر إدلب تُطِلُّ برأسها من خلال القصف الوحشي على جنباتها، وحشود الطغاة المتجهة نحوها، الممزوجة بصفقات الخيانة من حولها… ثم العراق أختُ الشام في المآسي والمصائب… فإذا سرت جنوباً إلى اليمن الذي كان سعيداً فستراه قد أصبح حزيناً تفتك به مآسي الاقتتال، وتُغذِّيه الدولُ الكافرة المستعمرة التي اتخذته ميدان تنافسٍ بينها على جماجمنا ودمائنا… وأما إذا سرت إلى مغرب الشمس فستجد ليبيا يقتتل فيها المسلمون فيما بينهم… ثم إذا عرّجت نحو أفريقيا الوسطى فسترى أن المسلمين فيها قد نالهم الأذى والضررُ وسفكُ الدماءِ الزكية وانتهاكُ الحرمات ما يعجز عنه الوصف… ثم جارتها السودان، وقد فُصل جنوبه عن شِماله، وتُرك جرحه ينزف… ثم الصومال تئن من الألم الفظيع والاقتتال الشنيع منذ سنين”.


إلى أن قال: “أيها الإخوة، إن هذه المآسي لو أصابت أي أمة أخرى لانهارت أو كادت، وليئست من استمرار الحياة إن كان فيها بقية من حياة… وأما الأمة الإسلامية فإن لها في كتاب ربها وسنة نبيها وحتى في ظواهر المخلوقات من الليل والنهار ما يجعلها لا تهتز في الشدائد ولا يلين عزمها في الأزمات بل تزداد قوة فوق قوة وعزماً فوق عزم… تؤدي عملها بقوة وإحسان وتتوجه إلى ربها بصادق التُّكلان:


أما في كتاب ربها فآيات الله تنطق بذلك: ﴿فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾… ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾… ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.


وأما في سيرة نبيها فهو ما حدث لرسول الله ﷺ حيث كان عامُ الحزن فتوفيت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، ثم كانت وفاة أبي طالب الذي كان يعين رسول الله ﷺ، ومن بعدُ ذلك الرد العنيف من أهل الطائف الذي أدمى رسول الله ﷺ. ثم اشتدت الأزمة فتوافقوا على قتل رسول الله ﷺ ثم لحقوا به صلوات الله وسلامه عليه إلى غار ثور، وهو ﷺ مختفٍ فيه مع صاحبه الصديق أبي بكر رضي الله عنه، فوقفوا أمام باب الغار ولم يكن بينهم وبين رسول الله ﷺ سوى ذراعٍ أو بعض ذراع… كان هذا عشيةَ ذلك اليوم، وبعد ذلك بيومٍ أو يومين كان الرسول ﷺ يقيم الدولة في المدينة ويعلي صرحها فتضيءُ الدنيا وتصدع بالحق…


وأما في ظواهر المخلوقات من الليل والنهار، فإن اشتداد ظلمة الليل يتلوها بزوغ الفجر الصادق، وتلك آية لأولي الألباب…


وهكذا فالأمة الإسلامية لا تيأس من رحمة الله، وهي تدرك أن اليسر بعد العسر، والفرج بعد الشدة، وبزوغ الفجر بعد ظلمة الليل. فلا تهزها الصدمات بل تعمل وتعمل مخلصة لله صادقة مع رسول الله. ولا يضيرها من ينحرف منها أو يضل فغالبها لا يرضى للإسلام بديلا”.


“أيها الإخوة، إن أولئك الكفار قد تنفسوا الصعداء بعد زوال الخلافة فقاموا بجرائمهم تلك وهم آمنون، فلا يقف في وجههم أحد ولا يصدهم عن جرائمهم أحد ولا يردهم إلى عقر دارهم أحد… فهم يدركون أن درع المسلمين قد زال ومن ثم يبذلون الوسع في أن لا يعود ذلك الدرع، ولأنهم يدركون أن صانعة هذا الدرع هي الخلافة حيث عز المسلمين ومنعتهم، لهذا هم يلاحقون العاملين لإعادة الخلافة… وهكذا أصبح حزب التحرير هدفاً لسهام الكفار المستعمرين وعملائهم الحكامِ في بلاد المسلمين، ومن ثم تعرض الحزب إلى شتى المضايقات والتعذيب المفضي للاستشهاد من كيد الكافرين وجواسيس الظالمين وحقد الحاقدين… فالحزب قد حُظر ومُنع في بلاد العالم الإسلامي حتى في تلك البلاد المفتوحة للأحزاب بأشكالها المختلفة مثل إندونيسيا فقد مُنع الحزب! وكذلك في تلك البلاد المشرعةِ أبوابُها للأحزاب على أنواعها حتى الغثِّ منها مثل تونس فكذلك قد مُنع الحزب… وأما شباب الحزب فسجون الطواغيت تنطق بحالهم، فهم في سجنهم الضيق يعذبون، وفي سجنهم الأوسع يلاحقون، وأما لماذا كلُّ هذا فهو لكلمة الحق التي يصدع بها الحزب فتصعقُهم فوق صعق السيوف لأنهم لا يملكون حجة تقف أمام كلمة الحق قاتلهم الله أنى يؤفكون…”


إلى أن قال: “ولكن، ومع شدة هذه المآسي فإن حزب التحرير مطمئن بنصر الله وبتحقيق وعده سبحانه وبشرى رسوله ﷺ، فهو لا ييأس من رحمة الله ما دام يحسن عمله بإذن ربه، فالحزب يدرك أن وقت عودة الخلافة مسطور في الكتاب، وكلما مضى يوم اقتربنا من ذلك الوقت يوما، وحزب هذا شأنه لا يدخل اليأس إلى قلبه ولا تلين له عزيمة أو تضعف له قناة بإذن العزيز الحكيم، بل إن الشدائد تزيده قوة، فالشدائد محك الرجال وشباب الحزب هم الرجال الرجال الذين يدعون الله سبحانه أن يكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾… إنهم يحملون الدعوة بأيمانهم بفضل من الله، وسترتفع هذه الدعوة بأيديهم إن شاء الله، ومن ثم يتحقق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ…”.


وفي الختام نقول للمسلمين: ألا تكفي مئة عام بلا خليفة لكم بلا حام وبلا راع؟! ألا تكفي الدماء التي سفكت وتسفك ليل نهار لتحرك فيكم مشاعر الأخوة في الإيمان والشوق للذود عن المستضعفين؟! فهبوا معنا لإقامة الدولة ومبايعة خليفة يقاتل من ورائه ويتقى به لتفوزوا في الدنيا والآخرة.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حجري سعيد – ولاية اليمن

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة