ثورات الأمة الإسلامية بين خطر الحرب عليها وبين خطر الغدر بها
بينما تنشغل الأمة الإسلامية بتضميد جراحاتها من جرائم أمريكا تجاهها، ومن صنيع أيادي الغدر من أنظمة عربية لا تعرف إلا الخيانة والنفاق والفتك بأبناء المسلمين، ومن طابور خامس وُضع كحصان طروادة بين صفوف الثوار للنيل منهم واستجلاب الأجنبي الحاقد على الإسلام إلى بلادنا… وبينما تشتد حملات المجرم أوباما على ديار الإسلام فتحصد أرواح المسلمين البريئة في العراق والشام في حملة مسعورة فاقت في وحشيتها ما قاده زعماء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين على بلاد المسلمين… وبينما تنطلق صرخات الاستغاثة من كل بقعة في العالم الإسلامي بالله وحده القادر على تحريك معتصم أو صلاح الدين من بين جموع جيوش المسلمين الرابضة في ثكنات حكامها الخانعين لأمر ساكن البيت الأبيض… بينما يحدث كل هذا بشكل واضح لكل ذي عينين بأن أمريكا والغرب هم وراء ذلك إلا أن هناك أدوات لا زالت تأتمر بأمرهم وتشعل الصراع في بلاد المسلمين خيانة لله ورسوله والمؤمنين!.
ففي اليمن دوامة يديرها النظام الدولي بأيدي أدواته، فأخرجَ أهم لاعبي الساحة اليمنية منها وهم أهل ثورة اليمن الذين قاموا ينادون الله أكبر، وأدخلوا بدلاً منهم فئات خارجية الهوى والصراع! فحولوا الصراع من صراع بين أمة ونظام إلى صراع بين فئات الشعب يفتك باليمن السعيد ليصاب بالتعاسة وخيبة الأمل.
أما في ليبيا بلد قراء القرآن الكريم، فإن الصراع لا يخلو من أدوات داخلية تديرها قوى خارجية… وهكذا يختلط الحابل بالنابل في الصراع، فعميل واضح هنا، وآخر مقنع هناك، وبعض المخلصين وقليل ما هم… وتدخُّل من هنا وهناك… ويصطلي بالنار عامة أهل البلاد…
وكذا تونس ومصر يُقوي الغرب التيار العلماني فيهما ليجهض أي توجه ثوري كان هدفه التغيير الجذري، فبينما يكاد النظام القديم في مصر يعود بقضه وقضيضه، وبطشه وقمعه… فإن النظام القديم في تونس يكاد أيضاً يعود كذلك مكشراً عن أنيابه…! وفي النظامين تقوم القوى الأجنبية بالتخطيط وتقوم أدواتها بالتنفيذ، والضحية الوحيدة كالعادة هم المخلصون من أبناء المسلمين.
أما في الشام حيث ثورة الأمة التي أعيت أعداءها وحارت فيها أمريكا وحلفاؤها، ولم تستطع مؤامراتهم الخبيثة ولا بطش بشارهم وأتباعه… لم يستطيعوا إسكات أهل الشام عن التكبير والصدع بكلمة الحق “هي لله هي لله”… ومع ذلك تستمر مؤامرات أمريكا والأحلاف والأتباع في بذل الوسع لإيجاد حلول تنال من الإسلام والمسلمين، وذلك بصناعة بديل عميل جديد بدلاً من عميلها الحالي بشار الذي ترنح أو كاد… ومن ثم تحريك جنيف وأخواتها مرة أخرى بعد أن فشلوا في المرات السابقة، وتتقرب إلى أمريكا في ذلك روسيا لترضى عنها في قضايا أخرى، ولذلك فإنها تستقبل من لفظتهم الأمة، وانكشفت خيانتهم، محاولة جمعهم مع النظام المتساقط في مؤتمر جديد ليكون مسرحية أخرى مملة بعد فشل جنيفاتها التي حذرنا منها مسبقاً، ومن ثم ينفذون إرادة أمريكا بإيجاد نظام قديم جديد في سوريا حامٍ لمصالحها ولربيبتها (إسرائيل)، وتحصل روسيا من الحل الجديد على شيء من فتات!
لقد نبهنا الثوار المخلصين في كل بلاد الربيع الإسلامي للمؤامرات التي تأتي عليهم كقطع الليل المظلم، تديرها أمريكا وأحلافها وأتباعها كيداً للإسلام والمسلمين… إن الواجب على الأمة أن تبذل الوسع لإفشال تلك المخططات وردها على أعقابها، وأن يعمل الجميع صفاً واحداً للعودة بالأمة لاستئناف حياتها في ظل خلافة حقيقية على منهاج النبوة. لذا أخاطب ثوار الشام بقولي: إنكم وأنتم في هذه الفرقة أعييتم عدوكم، فكيف لو وحدتم قواكم واجتمعتم على كلمة الله القوي العزيز؟ إذن أنتم بإذن الله الظاهرون والذين بشرهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الشام هي عقر دار الإسلام، ونِعِمِّا هي من بشرى.
لهذا فاعملوا يرحمكم الله، كي تفشلوا خطط من لا يخاف الله ممن باع نفسه للشيطان وجلس مع أعوانه في روسيا وفي أوروبا وأمريكا، واعلموا أن النصر من عند الله وحده لا يعطيه إلا لمن أخلص لله وحده أيضا.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير