ضعف القوى الاستعمارية الرأسمالية مبدأ تفرقة والإسلام مبدأ وحدة
إن عوامل ضعف الرأسمالية كثيرة تحيط بها من كل جانب، تهدد وجودها، وتفتك بدولها، ومن هذه العوامل، فشلها في توحيد الشعوب والدول الرأسمالية في كيان سياسي واحد، وذلك لإفلاس الفكر الرأسمالي أصلاً من المفاهيم الداعية لذلك، وفراغه من مفاهيم الوحدة والتآخي، بل على النقيض، فالفكر الرأسمالي يدعو إلى التنافس ويعزز التصارع، ويفرض ذلك على الجو العام في مجتمعاته، والذي يؤدي بدوره إلى الصراع والانقسام ليس فقط بين الدول الرأسمالية المختلفة فقط، بل في الدولة الرأسمالية الواحدة. وما كان في تاريخ الرأسمالية من تجارب هشّة في توحيد كيانات ما، يشهد بعجز الرأسمالية عن تقديم برنامج سياسي فكري لجمع معتنقيها أفراداً ودولاً، لعدم اعتناء هذا المبدأ الفاسد في الأصل بإنشاء نظام وحدة يجمع الشعوب التي تعتنقه في دولة واحدة، بل هو يرسخ القوميات، ويعمق التباعد والاختلاف والفوارق بين الشعوب التي تعتنقه. والدافع وراء هذه الاتحادات السياسية إنا هي مصالح مادية، وليس حاجة مبدئية. فالاتحاد الأوروبي مثلاً، كان مشروعاً لتقوية أوروبا وتجمعها، وعلى الرغم من أن فكرته قديمة، إلا أنه أصبح مطلباً ملحاً لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، لما لاقته من ضربات قاسية سياسياً واقتصادياً. والاتحاد الأوروبي شأنه شأن سائر الأنظمة الاتحادية، فيه ما فيها من عوامل الضعف والوهن. وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست في 2016) دليل قوي على الانشقاق والاختلاف الداخلي وغياب اللُحمة فيه. كما أن أمريكا تشكل مثالاً آخر على مدى الانقسام الداخلي بين ولاياتها، وتكفي دعاوى الانفصال التي تنادي بها بعض الولايات من حين لآخر.
إن الإسلام هو البديل الحضاري الذي تحتاجه البشرية جمعاء؛ لتخليص العالم من الصراعات التي أشقت الناس في مشارق الأرض ومغاربها، وعلى الرغم من الصراع الحضاري الذي يخوضه الإسلام وتقوم على أساسه السياسة الخارجية لدولته، دولة الخلافة، إلا أنه صراع من أجل الإنسانية، ورفعة البشر لما يليق بالإنسان من عيش كريم فاضل، وهو بأمرٍ من رب العالمين. ويكفي أن نظرة الإسلام لمعتنقيه نظرة سواسية وإخاء، يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾؛ فالإسلام يصهر معتنقيه في بوتقة أفكاره ومفاهيمه، ويجعلهم سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى، ثم يفرض عليهم تطبيق شرع الله في دولة تجمعهم بنظام وحدة، ويحرم تنصيب خليفتين، ويوجب وجود إمام واحد، أي دولة واحدة، ويحرم الخروج على الخليفة، مما يحافظ على وحدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في دولة واحدة، تحمل دين الله إلى الناس كافة، ويمنع الانشقاقات الداخلية.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة محمد – الأرض المباركة (فلسطين)