بالخلافة الإسلامية ستعيش المرأة عدل التشريعات الربانية
لقد حظيت مشاكل المرأة وخلال هذه السنوات المظلمة باهتمام متزايد من المحافل الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي أخذت على عاتقها إقرار الاتفاقيات والإعلانات التي تتعلق بالمرأة وحقوقها، كاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في 18 كانون الأول 1979 والتي باتت أحكامها قواعد قانونية دولية، تُلزم دول الأطراف تعديل تشريعاتها الداخلية وإدراج مبادئ المساواة بين الرجال والنساء ضمن دساتيرها واتخاذ جميع الإجراءات التشريعية الضرورية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
إلا أن حال المرأة اليوم وفي ظل هذه التشريعات الدولية، وما تعانيه من ضنك العيش وزيادة الأعباء الملقاة على عاتقها، لم يثبت فقط عجز هذه التشريعات الدولية في إنصاف المرأة والادعاءات الكاذبة أيضا من تحقيقٍ للمساواة وحمايةٍ للحقوق وسعي للتمكين، بل يثبت وبشواهد كثيرة طوال هذه السنوات أنه نتيجة حتمية لهذه التشريعات الدولية الظالمة المنبثقة من النظام الديمقراطي الرأسمالي الذي لم يجلب إلا الذل والمهانة للمرأة والاستغلال لأنوثتها في سبيل تحقيق مساواتها مع الرجل.
سنوات مظلمة عاشتها المرأة وذلك بعد خسارة المسلمين المفجعة لبنيانهم العظيم، الخلافة الإسلامية، حيث كانت تعيش المرأة بهدوء وسلام وأمن وطمأنينة طوال 13 قرنا في ظل نظام العدل، نظام أحكام الإسلام والتشريعات الربانية المنبثقة من العقيدة الإسلامية والتي أرست العدل بين البشرية، فأعطت المرأة كامل حقوقها وضمنت لها عيشا كريماً ورفعت من مكانتها ومكّنتها في مختلف ميادين الحياة السياسية والتعليمية والمجتمعية.
من هذه الأحكام والتشريعات على سبيل المثال لا الحصر نضع بين أيديكم بعض مواد مشروع دستور دولة الخلافة الذي أعدّه حزب التحرير لإعطاء المسلمين تصوراً عن واقع الدولة الإسلامية وشكلها وأنظمتها وما ستقوم بتطبيقه من أنظمة الإسلام وأحكامه، وهو دستور منبثق من العقيدة الإسلامية، ومأخوذ من الأحكام الشرعية، بناء على قوة الدليل. وقد اعتُمد في أخذه على كتاب الله، وسنة رسوله، وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي. وللاطلاع على كامل مواد مشروع دستور دولة الخلافة ننصحكم بزيارة مواقع حزب التحرير المتوفرة على كافة مواقع التواصل.
من هذه المواد:
المادة 6: لا يجوز للدولة أن يكون لديها أي تمييز بين أفراد الرعية في ناحية الحكم أو القضاء أو رعاية الشؤون أو ما شاكل ذلك، بل يجب أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون أو غير ذلك.
المادة 114: تُعطى المرأة ما يُعطى الرجل من الحقوق، ويُفرض عليها ما يُفرض عليه من الواجبات إلّا ما خصّها الإسلام به، أو خصّ الرجل به بالأدلة الشرعية، فلها الحق في أن تزاول التجارة والزراعة والصناعة وأن تتولى العقود والمعاملات، وأن تملك كل أنواع الملك، وأن تُنمي أموالها بنفسها وبغيرها، وأن تباشر جميع شؤون الحياة بنفسها.
المادة 115: يجوز للمرأة أن تُعيّن في وظائف الدولة، وأن تنتخب أعضاء مجلس الأمة وأن تكون عضواً فيه، وأن تشترك في انتخاب الخليفة ومبايعته.
المادة 119: يُمنع كل من الرجل والمرأة من مباشرة أي عمل فيه خطر على الأخلاق، أو فساد في المجتمع.
المادة 120: الحياة الزوجية حياة اطمئنان، وعشرة الزوجين عشرة صحبة، وقوامة الزوج على الزوجة قوامة رعاية لا قوامة حكم وقد فرضت عليها الطاعة، وفرض عليه نفقتها حسب المعروف لمثلها.
المادة 177: تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة فرض على الدولة أن توفره لكل فرد ذكراً كان أو أنثى، في المرحلتين الابتدائية والثانوية، فعليها أن توفر ذلك للجميع مجاناً، ويفسح مجال التعليم العالي مجاناً للجميع بأقصى ما يتيسر من إمكانيات.
اعلمي أختي المسلمة أن التشريع الرباني قد أعطى المرأة كامل حقوقها ليس من أجل تحقيق المساواة ولكن في سبيل تحقيق العدالة، لذلك بقيت محافظة على هذه الحقوق طوال 1300 سنة وهي تجني ثمار هذا العدل، فمفهوم العدالة في شرعنا الحنيف لا علاقة له بحصول النساء على الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والقضائية نفسها مثل الرجال كما يريده لنا الغرب، بل لا تتحقق العبودية لله والتي خُلقنا من أجلها إلا بجعل الحقوق والأدوار والواجبات للرجال والنساء (في الزواج والحياة الأسرية والمجتمع بصفة عامة) مرتبطة بعقيدة الإسلام وما انبثق عنها من معالجات، فاضلت أو ساوت بين النساء والرجال بوصفهم عبيداً لله.
فما بالك اليوم تلهثين وراء قوانين الغرب وبين يديك كتاب الله وسنة نبيه محمد ﷺ؟! وكيف لك أن تناشدي جلاديك بينما كنت تعيشين عزيزة مكرمة في زمن كانت المرأة في الغرب تناضل في سبيل حقوقها بل كانت تنتزع حقوقها انتزاعا لتتساوى مع الرجل؟! وهل نحن أمة وليدة اليوم ليس لها نظام لنستعين بغيرنا؟! إننا أمة عريقة في التاريخ حملت مشاعل الخير للبشرية طوال قرون، فالإسلام دين عظيم جاء رحمة للعالمين، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ﴾.
فإلى فهم الإسلام فهماً نقياً، وإلى التفقه بأحكام دينك تفقهاً شرعياً ندعوك أختي المسلمة، ونستصرخك أن تكوني مع الذين يشيّدون دولة الخلافة، ولا تكوني مع الذين يحملون معاول هدم لوأدها. فالعمل لإقامة الخلافة الراشدة هو العمل المنتج، والحل الجذري لجميع مشاكل المسلمين وليس للمشاكل التي تعاني منها المرأة فقط، فهي التي ستعيد المكانة والعزة للمرأة والقيمة المميزة التي تستحقها، وستزيل الظلم أيضا عن البشرية جمعاء لأنه دين مَن خلق كل شيء، وهو اللطيف الخبير…
#أقيموا_الخلافة #الخلافة_101 #ReturnTheKhilafah #YenidenHilafet
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى