وحدها الخلافة التي ستنهي بؤسنا وذلنا الذي ذقناه على أيدي النظام الاقتصادي الأمريكي
نعاني بشكل كبير من انهيار في الاقتصاد بشكل متسارع، على الرغم من تطمين الحكام الباكستانيين. والروبية في انهيار في القيمة، والتضخم في تصاعد بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وأسعار الوقود والكهرباء والغاز كلها عالية، وتزداد يوما بعد يوم، وكذلك الضرائب والبطالة.
وكما لو أن بؤسنا الاقتصادي لم يكن كافيا، فإن الحكام يستخدمون الاقتصاد الضعيف ذريعة لإذلالنا أمام أعدائنا. ففي السابق، أسلموا كشمير لمودي بناء على تعليمات الولايات المتحدة، حتى تتمكن الهند من الهيمنة على المنطقة. وبعد أن نشر الحكام الفقر في البلاد، ها هم يفتحون أجواءنا أمام الولايات المتحدة، ويمنحونها ممراً جوياً لتزيد الولايات المتحدة من قدراتها الجوية للتضييق على أفغانستان، كما يسمح الحكام لأمريكا التجسس على أصولنا النووية والعسكرية.
ما دام حكام باكستان يربطون مصيرنا بالنظام الاقتصادي الاستعماري الذي يفرضه الغرب علينا، بقيادة أمريكا، فإننا لن نعرف أبدا سبيلا للأمن والرخاء، إنه فقط بتطبيق أحكام ديننا على أيدي الخليفة الراشد، فمن شأن ذلك التطبيق وصولنا إلى مكانتنا الحقيقية.
وبموجب النظام الاقتصادي الأمريكي، ربط حكام باكستان الروبية بالدولار وتحملنا العواقب الوخيمة لذلك. فأصبحت الروبية تضعف باستمرار، ما تسبب في تضخم كبير كسر ظهورنا. ففي عام 2018، كان الدولار الواحد يعادل 120 روبية، وبحلول 26 تشرين الأول/أكتوبر 2021، أصبح الدولار يعادل 175 روبية. وعلاوة على ذلك، فإن هيمنة الدولار على العالم الذي فرضه صندوق النقد الدولي أوجد حالة من التضخم في جميع أنحاء العالم الإسلامي، من المغرب إلى إندونيسيا، على الرغم من أن رسول الله ﷺ قد فرض الذهب والفضة كأساس قوي للعملة. وقد ضمنت الخلافة على مر العصور وجود استقرار في الأسعار في قارات ثلاث ولقرون عدة، من خلال تبني الدرهم الفضي والدينار الذهبي في التجارة والزراعة والصناعة، وكذلك في التجارة الدولية.
وبموجب النظام الاقتصادي الأمريكي فإن الوقود والغاز والكهرباء باهظة الثمن لا يمكننا تحملها. وبعد خصخصة قطاع الطاقة، بسبب إصرار البنك الدولي، يرفع أصحاب القطاع الخاص أسعار السلع لضمان الحصول على أرباح معقولة. أما بالنسبة لصندوق النقد الدولي، فهو يظل يطالب بزيادة الضرائب ورفع الدعم، لضمان سداد الفوائد الربوية على الديون الحكومية. على الرغم من أن الوقود والغاز والكهرباء والمعادن، كلها ممتلكات عامة، لا يبيح الشرع خصخصتها، قال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْكَلَإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ» أبو داود. وهكذا، فإن الخلافة ستشرف على الممتلكات العامة بعناية وكفاءة، وتوفّر الطاقة والمعادن بثمن زهيد، بينما ستنفق إيراداتها على احتياجات الناس، بما في ذلك الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم، وإيجاد فرص للعمل والتنمية الصناعية. وفي الواقع، العالم الإسلامي ليس ضعيفا، لأنه يمتلك معظم مصادر الطاقة والمعادن الرئيسية في العالم. ومن خلال ذلك ستوفر الخلافة إمكانات اقتصادية ضخمة، وتوحّد البلدان الإسلامية الحالية في ظل دولة قوية واحدة.
وبموجب النظام الاقتصادي الأمريكي القمعي، تنفق حكومة باكستان أكثر من نصف ضرائبنا التي تم جمعها على الفائدة الربوية، ومع ذلك لا يزال الدين الحكومي في ارتفاع. ففي عام 2011، كانت الديون الحكومية 10 تريليون روبية، بينما في عام 2021، ارتفعت إلى 40 تريليون روبية. ويمكن ملاحظة هذا الوضع المأساوي في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث تعاني البلدان الإسلامية من الديون، ويتم تقديم مصلحة الدائنين على مصالح الناس، وتظل الديون الحكومية في ازدياد مضطرد. بينما في الإسلام، يمنع ذلك منعا باتا، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾. إنها الخلافة وحدها التي ستقضي على الإنفاق في الحرام. وعلاوة على ذلك، فإنه من خلال ضرب الخلافة مثالا رائعا، سوف تلهم الكثير من الدول غير الإسلامية التي تعاني من النظام الاقتصادي الأمريكي.
وللتحرر من النظام الاقتصادي الأمريكي، ستنفق الخلافة، من خلال تطبيق أحكام الإسلام، ستنفق بسخاء على واجباتها الشرعية. بينما من خلال سياسة القيود والشروط، يضمن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أن العالم الإسلامي لا يطور صناعة ثقيلة. ويضمن النظام الاقتصادي الاستعماري بقاء المسلمين معتمدين على واردات المحركات والإلكترونيات والأسلحة الغربية المتطورة. بينما ستضمن الخلافة بناء صناعة قوية وجيش قوي، وتنهي الاعتماد على الدول التي تحارب الإسلام والمسلمين. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ وبهذا توحّد العالم الإسلامي كأقوى دولة في العالم، وستعمل الخلافة على تخليص العالم بأسره من عبء النظام الاستعماري الغربي.
أيها المسلمون في الأرض الطاهرة باكستان! طالما ظل حكام المسلمين يربطون اقتصادنا بالاقتصاد الأمريكي، بحراسه صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فإننا لن نرى أي نهاية للبؤس والذل الذي تعيشون فيه، طالما بقينا مثقلين من الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ إن سبب البؤس والذل هو عصيان الله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ، وسيتوقف هذا البؤس والذل بعودتنا إلى الحكم بما أنزل الله. وإن حزب التحرير/ ولاية باكستان يدعوكم للعمل من أجل إقامة الخلافة على منهاج النبوة، فلبوا النداء.
أيها الضباط المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية! إن حكام المسلمين يغرقوننا في البؤس الاقتصادي والذل أمام أعدائنا، وسيظلون على هذا النهج طالما أنكم تسمحون لهم بذلك، وأنتم الذين منّ الله عليهم بالقوة لاستخدامها فيما يرضي الله، وقد ورد في السنة المطهّرة أن رسول الله ﷺ قد طلب النصرة من أهل القوة والمنعة أمثالكم، لإقامة حكم الإسلام. فتذكروا الأنصار رضوان الله عليهم في بيعة العقبة الثانية، من الذين نصروا دين الله ورسوله ﷺ. وتذكروا زعيم الأنصار، سعد بن معاذ، الذي اهتز عرش الرحمن لوفاته. روى البخاري عن جابر أن رسول الله ﷺ قال: «اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» عند وفاة سعد بن معاذ؛ لذلك فإن حزب التحرير/ ولاية باكستان بإمارة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة يطالبكم بإعطاء النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهل أنتم مجيبون؟!