الخلافة الراشدة القادمة هي المنقذ للعالم من التخبط في ظلمات الرأسمالية المفلسة
لقد كانت للمسلمين الصدارة بين الأمم وخلافتهم ماثلة للعيان، ومن مظاهر تلك الصدارة ما يلي:
1- تسلم دولة الخلافة زمام المبادرة من الدولة الرومانية
لم تمض على إقامة الدولة الإسلامية بضع عشرات من السنين حتى أصبحت الدولة الأولى في العالم بلا منازع لمدة 465 سنة حيث دخلت الشعوب في دين الله أفواجا فصهرتهم دولة الإسلام في بوتقة واحدة فصاروا أمة واحدة من دون الناس كما أمرهم الله بذلك رغم اختلاف ألسنتهم وألوانهم، فكانت الخلافة ملاذا للخائفين ومأوى للهاربين من بطش الظالمين؛ فقد تهاوت معاقل الكفر أمام قوتها فتسلمت زمام المبادرة وأصبحت لها الصدارة في الموقف الدولي فأصبحت الدولة الأولى بلا منازع أزاحت الدول المنافسة منه وتفردت فيه وحدها فلم تعد تتجرأ أي دولة على معاداتها أو التظاهر بقوتها سافرة متحدية، ومثال ذلك عندما أراد ملك الروم نقفور فوكاس أن يظهر قوة دولته التي كانت تدفع الجزية للخلافة وأرسل رسالة إلى خليفة المسلمين هارون الرشيد مفادها أنه لن يدفع الجزية للمسلمين، بل ويطالب الخليفة أن يدفع جميع الأموال التي دفعتها دولته كجزية للمسلمين من الحكام الرومان الذين سبقوه، فكان رد دولة الخلافة ردا عمليا؛ فقد حركت الجيش صوب الروم فهزمهم فدفعوا الجزية من جديد أذلة وهم صاغرون.
2- انتصار دولة الخلافة على جميع الكفار
لقد أظهرت دولة الخلافة في جميع عصورها براعة فائقة في تحقيق النصر على أعدائها لامتلاكها سلاح الإيمان إلى جانب السلاح المادي وإعداد العدة اللازمة لمواجهة العدو وإرهابه امتثالا لأمر الله القائل سبحانه: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾، ولفظ قوة ورد نكرة ومعناها أية قوة سواء أكانت عسكرية أم اقتصادية أم تكنولوجية أم غيرها…
ومثال ذلك فقد استطاع الجيش المكفن بقيادة ألب أرسلان وقوامه 15000 جندي أن يلحق هزيمة ساحقة بجيش الدولة الرومانية الكبير الذي بلغ تعداده 400000 مقاتل وتم أسر إمبراطورهم الذي تم عرضه للبيع بأرخص الأثمان دراهم بخسة فلم يرغب أحد من المسلمين بشرائه وكانوا فيه من الزاهدين إلا رجلا منهم وافق على شرائه بكلبه فقيل عند ذلك (إمبراطور أرخص من كلب).
3- إقامة الخلافة للعدل في الأرض
لقد تفردت دولة الخلافة في إقامة العدل ومساواة الناس مهما اختلفت أديانهم أمام حكم الإسلام العادل فأنصفت المظلوم مهما كان ضعفه وأخذت له الحق من خصمه مهما كانت قوته ومركزه بين الناس.
فقد حكم القاضي شريح لليهودي بالدرع لأن خليفة المسلمين علي بن أبي طالب ليس له بينه لإثبات أن الدرع درعه، فقال اليهودي: إن هذا الحكم لا يحكم به إلا أتباع الأنبياء، ثم أسلم. ولا غرابة في تفرد دولة الخلافة في إقامة العدل بين الناس لأنها تحكم بالإسلام والعدل محصور في الإسلام فقط.
4- الخلافة كانت منارة للعلم والصناعة
لقد كانت الخلافة في عصورها المختلفة منارة للعلم ومنهلاً للعلماء وقبلة للمتعلمين يأتون إلى جامعاتها من كل فج عميق، وكانت أوروبا في ذلك الوقت غارقة في الجهل الذي يحيط بها من جوانبها الأربعة، ومثال على ذلك فقد أرسل جورج الثاني ملك إنجلترا بعثة من بنات الإشراف إلى الأندلس لكي تتعلم فيها، وهذا نص الرسالة:
من جورج الثاني ملك إنجلترا
إلى الخليفة هشام الثالث ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة والمقام الجليل
وبعد التعظيم والتوقير فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان.. ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم… وحماية الحاشية الكريمة. ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب. من خادمكم المطيع جورج الثاني ملك إنجلترا
ولما نجح الكافر المستعمر في هدم دولة الخلافة العثمانية حلت المصائب والكوارث والأزمات بالمسلمين وتبدل حالهم إلى أسوأ حال فغاض حكم الإسلام من الأرض وتمزق الجسد الواحد إلى أشلاء متناثرة وتفشت الجرائم العظام وفقدوا العلم والتكنولوجيا والصناعات، وتحول الجهاد من قتال الكفار إلى حروب عبثية بين المسلمين بتخطيط الكفار وأصبحوا في ذيل الأمم بعد أن كان لهم زمام المبادرة وبلادهم قبلة العلم والصناعة وجيوشهم ظافرة منتصرة.
إلا أنه بعد الصحوة الكبيرة في الأمة وتشوقها إلى مجدها التليد وخلافتها الراشدة على منهاج النبوة بعد أن اكتوت بحكم الرأسمالية المفلسة وقوانينها الفاسدة وديمقراطيتها العفنة قرناً من الزمن، وبعد أن تخبطت تارة في ظلمات المبدأ الشيوعي الإلحادي وتارة أخرى لا زالت تتخبط في دياجير المبدأ الرأسمالي وديمقراطيته العفنة الفاسدة، وبعد أن وجد التكتل الصحيح الذي حدد هدفه بدقة متناهية وبين طريقته في الوصول إلى غايته بشكل دقيق وحدد طريقة ربط أعضائه بشكل صحيح وقاد سفينته الرجال المخلصون الواعون وفي طليعتهم أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، كان لزاما علينا جميعا أن نعمل معه ليكون لنا عز الدنيا وفلاح الآخرة.
أيها المسلمون: إن حزب التحرير يدعوكم أن ترصوا صفوفكم خلف قيادته وأن تعملوا معه لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. فلا تخيفنكم أمريكا وأوباشها ولا روسيا وأشياعها ولا أوروبا وأتباعها فقد تهاوت أفكارهم وتداعت مفاهيمهم وأفلست رأسماليتهم العفنة ولم يبق لإسقاطها إلا ثورتكم على عملائهم الحكام لإسقاط أنظمتهم بقيادة حزب التحرير، واعلموا أن محاولة الغرب الكافر لمنع عودة الخلافة قد ذهبت أدراج الرياح فقد أصبح عاجزاً تماما عن منع عودتها، ويؤكد ذلك الحقائق الأربع التالية:
1- وعد الله الذي لا يتخلف أبدا للمؤمنين بالاستخلاف والتمكين، قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ﴾.
2- بشارة الرسول ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد
3- أمة حية تنبض بالحياة متمسكة بعقيدتها متشبثة بأحكام دينها مخلصة لربها ومحبة لنبيها تتشوق لعودة خلافتها على نهج نبيها، جذوة الثورات لم تنطفئ من قلوب أبنائها.
4- حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله المخلص لله والصادق مع رسول الله، يعمل بدون كلل ولا ملل لإقامتها، وهو ينمو بشكل مستمر على حساب شيخوخة الآخرين حتى يحقق غايته ويمكن الله له من إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فيتحقق للأمة بقيادته النصر والتمكين والاستخلاف وتتسلم دولة الخلافة الراشدة القادمة قريبا بإذن الله زمام المبادرة من جديد وتعيد للأمة الصدارة كما كانت من قبل وليس ذلك اليوم ببعيد، وما ذلك على الله بعزيز.
#أقيموا_الخلافة #الخلافة_101 ReturnTheKhilafah #YenidenHilafet#
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ سعيد عدنان – ولاية اليمن