في ظل هذا التيه الذي تعيشه البشرية الحل هو تطبيق الإسلام

لعل الجميع يتساءل لماذا كل هذا التيه الذي تعانيه أمة الإسلام اليوم؟ والبعض يتساءل لماذا وصلت الأمة إلى هذا الانحدار والانحطاط في جميع مناحي الحياة؟ ولماذا حل الشقاء بالبشرية كلها؟ فدول الغرب التي توهم نفسها وأتباعها بأنها تعيش عصرها الذهبي وأنها حققت المبتغى والسعادة، وحسب زعم مفكريهم أنهم لم وصلوا لهذا إلا بعد التخلي عن الدين، والحقيقة أنهم يغالطون أنفسهم، فهم يعيشون في الجحيم ويبحثون كذلك عن منقذ لهم ومخرج…

 

إن الإجابة الثابتة والأصيلة التي لا تقبل التغيير وليس فيها أدنى شك هي أن الحل يكمن في تطبيق شريعة الإسلام وأحكامه في دولة تطبقه وتحمله وتحافظ عليه، لأنه هو أفضل القوانين ضبطاً للأحكام والقوانين السياسية والعسكرية والأخلاق وحقوق المرأة والطفل والمجتمع ككل، منهج رباني قويم لا خلل فيه ولا ظلم، كل الناس سواسية أمام أحكامه؛ الأسود والأبيض، الغني والفقير، الحاكم والمحكوم، فكل له حقوق وعليه واجبات.

 

ومن يقرأ حال العرب قبل الدعوة المحمدية وحال الأمة بأجمعها قبل نزول الوحي يرى الحقيقة التي نتحدث عنها؛ إذ كانت العرب تعاني ما تعانيه من التخبط والتيه والجهل والتخلف والظلم والعنصرية والثارات التي لا تكاد تنتهي وظلم المرأة وأخذ حقها واستعباد البشر، وغيرها من الأمور التي كانت سائدة قبل مجيء رسالة الإسلام، التي كان من أهم أهدافها وبنودها القضاء على هذه الآفات ومحاربتها ونشر العدل بين جميع البشر تحت راية التوحيد، فلا معبود إلا الله، والناس كلهم سواسية؛ الأبيض والأسود، الفقير والغني، كلهم يجلسون في مجلس واحد ويأكلون من إناء واحد بعد أن كانت القلوب متنافرة متناحرة، وبعد أن غشاها نور الإيمان فأصبحت مثل الجسد الواحد.

 

وإننا اليوم نعيش دعوات وتخبط؛ فهناك من يحاول تشويه هذا الدين وأنه دين تخلف ورجعية ولا يواكب العلم والتطور…، بينما آخرون ينفون الأديان جملة وتفصيلا وأنه لا وجود لخالق أبدا وأن الكون بدأ صدفة…، وآخرون ينادون بتحرير المرأة ومساواتها بالرجل في جميع الحقوق ويحلون الزنا وشرب الخمور بل وصل بهم الحال للمناداة بسن قوانين تبيح الشذوذ الجنسي، ويبيحون الإجهاض والعلاقة خارج الزواج ونكاح الحيوانات وغيرها من الأمور التي تدل على انحطاطهم ووصولهم لأقصى درجات الرذيلة والتخبط، فأصبحوا بذلك كالحيوانات بل هم أضل!

 

فلا تصدقوا أن الناس في الغرب تحرروا وبلغوا مناهم ونالوا مبتغاهم، فهم والله يغالطون أنفسهم، فالتقارير الرسمية التي تصدر سنوياً من دول تلك الحضارة الرأسمالية ودعاة تحرير المرأة كبريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها صادمة؛ حيث هناك مئات الآلاف من حالات الولادة خارج إطار الزواج، أما الاغتصاب عندهم فحدث ولا حرج، وآلاف حالات الإجهاض (قتل الأجنة إما أثناء الحمل أو بعد الولادة بأيام)، وآلاف من حالات الانتحار بين الشباب والفتيات على وجه الخصوص بسبب الاكتئاب والإدمان على المخدرات والخمور والشعور بالوحدة وعدم الجدوى من الدنيا وغيرها الكثير من الجرائم والفضائح… إذاً أين هي السعادة التي يتحدثون عنها والحرية التي يزعمون أنهم وصلوها؟! هم يعرفون السعادة بأنها نيل أكبر قدر من المتع الجسدية، فهل فعلا وصلوا للسعادة؟ وهل تعريفهم للسعادة ابتداء صحيح؟ لا لم يصلوا للسعادة ولم يعرفوها التعريف الصحيح، فهم يتخبطون في التيه؛ فلا المال ولا التبرج ولا شرب الخمور أشعرتهم بالسعادة. إن السعادة الحقيقية هي في اعتناق الإسلام الذي يغرس في معتنقيه مفاهيم وقناعات توصل الإنسان إلى السعادة الحقيقية وهي رضوان الله عز وجل.

 

إن البشرية لن تخرج من هذه الظلمات إلا في ظل تطبيق الإسلام لأنه نظام شامل كامل للحياة، عقيدته تقنع عقل الإنسان وتملأ قلبه طمأنينة، ولا بد من وجود دولة تطبقه، ولكنها الآن غائبة عن المسرح الدولي منذ أكثر من 100 سنة ميلادية، حيث هدمت آخر دولة للمسلمين في 3/3/2024م، ولن يتغير حال البشرية من الانحطاط إلى الرقي إلا في ظل هذه الدولة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. يحيى أبو الفاروق – ولاية اليمن

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة