بهدم الخلافة فقدنا الأم الرؤوم فأصبحنا كالأيتام على موائد اللئام
بيان صحفي
بهدم الخلافة فقدنا الأم الرؤوم فأصبحنا كالأيتام على موائد اللئام
في صبيحة 28 رجب 1342هـ، هدم الكفار الخلافة الإسلامية على يد اليهودي مصطفى كمال؛ عميل الإنجليز وصنيعتهم، وهو الذي قال في مرسوم إلغاء الخلافة: “بأي ثمن يجب صون الجمهورية المهددة وجعلها تقوم على أسس علمية متينة، فالخليفة ومخلفات آل عثمان يجب أن يذهبوا، والمحاكم الدينية العتيقة وقوانينها يجب أن تستبدل بها محاكم وقوانين عصرية، ومدارس رجال الدين يجب أن تخلي منشآتها لمدارس حكومية غير دينية”. فماذا جنت الأمة وخاصة المرأة في السودان وغيره من بلاد المسلمين بسبب هدم الخلافة؟ّ!.
أولاً: فقدت الأمة الإسلامية، الحكم بما أنزل الله، وحكمنا بتشريع البشر. وهي مخالفة صريحة لقوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ..﴾، وفقدت المرأة مكانتها بأنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان، فنزلت بها البلايا والخطوب من كل حَدبٍ وصوب، فهي تائهة، فاقدة لهويتها، متأسية بالمرأة الغربية؛ فما حصّلت سعادة الدنيا المزعومة، ولا هي اتبعت سبل السلام لرضا الله سبحانه وتعالى.
ثانياً: هدم البنيان الذي كان يؤوي ويحمي، فانفرط عقد الأمة الإسلامية، ومزّقها الكفار إلى عرقيات شتى، ودويلات متفرقة، كي يسهل عليهم الهيمنة عليها، وإذلال شعوبها، وأكل خيراتها، ثم صنعوا لها حروباً دامية سالت بسببها شلالات من الدماء فدمرت البيوت وتناثرت أشلاء أصحابها، فإن لم تمت المرأة فيها ماتت في كل لحظة بعدها وهي لا تكاد تتعرف على ملامح فلذات كبدها وهم يخرجون من تحت الحطام أشلاء، فالزوج والأخ والأب ماتوا، وتركوها في خيمة الموت بلا كفيل ولا وكيل، فلا عمر ولا المعتصم ولا صلاح الدين يستجيب، بل الأمة تقتل بيد حكامها كما فعل الطغاة في الشام ومصر والآن في اليمن وقبلها فلسطين وأوزبيكستان وبورما، ومآسي أفريقيا الوسطى لا زالت ماثلة أمامنا والقائمة تطول.
ثالثاً: فقد المسلمون أموالهم وثرواتهم الثمينة بسياسات التبعية والخضوع للغرب والشرق، فخرجوا رجالاً ونساء يضربون في الأرض، ليحصلوا على بعض الحياة الكريمة، وشُغلوا عن قضاياهم المصيرية، فصارت المرأة تكد وتشقى أكثر من الرجل، تعمل داخل وخارج البيت في ظروف تنتقص من إنسانيتها وكرامتها، تاركة وراءها أبناءها وبيتها، فلو كانت ثروة الأمة بيد إمام عادل لكان الواقع مختلفا حقّا ولكان الناس في سعة ورخاء وبركة.
رابعاً. ومن الخسائر التي تملأ القلب بالألم والحسرة والأسى الإساءة لمقدسات الأمة حيث يتم النيل من نبيها في كل وقت بدعوى حرية التعبير؛ أحد أصنام الغرب الكافر، ويدعى لمليونية لخلع الحجاب، ليس في بلاد الكفار، بل في كنانة الله في أرضه، والأقصى يغتصبه يهود أعداء الله وينكلون هناك بالحرائر المرابطات في سبيل الله يحمين الأقصى الأسير بأجسادهن وحكامنا يتاجرون بدمائنا!!
هذا غيض من فيض ما خسره المسلمون ويخسرونه كل يوم في غياب دولتهم وإمامهم الجنة، إن الخلافة فوق كونها ضرورة شرعية فرض الشارع سبحانه وتعالى علينا إقامتها، فهي حاجة ملحة للمسلمين، لرفع الضنك والعذاب والتبعية عن أمة الخير؛ عن أمة طال بها الألم والذل والهوان، وهي كذلك حاجة إنسانية للبشرية جمعاء ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. إن أمة جعلها الله عز وجل خير أمة أخرجت للناس حاشاها أن تموت. والأمة الإسلامية وإن احتفظت بتاريخ هدم الخلافة في ذاكرتها لا لتخلده، ولكن لتنطلق منه لإيجاد تاريخ جديد، بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قريبا بإذن الله تعالى، مصداقاً لقول النبي ﷺ: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا عاضا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت» أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح عن حذيفة رضي الله عنه.
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في ولاية السودان
القسم النسائي
الخميس, 07 أيار/مايو 2015 م