ما انحط المسلمون ولا فقدوا مجدهم إلا بعد هدم دولتهم؛ دولة الخلافة الإسلامية
بيان صحفي
ما انحط المسلمون ولا فقدوا مجدهم إلا بعد هدم دولتهم؛ دولة الخلافة الإسلامية
في مثل هذا اليوم الثالث من آذار/مارس 1924م الموافق للثامن والعشرين من رجب 1342هـ نفذ مصطفى كمال جريمته النكراء بإعلانه إلغاء نظام الخلافة رسميا واعتبار تركيا جمهورية علمانية، وتخليهِ عن باقي بلاد المسلمين التابعةِ لها.
فلقد كانت بحق أكبر مصيبة تصيب أمة الإسلام، أظلمت من جرائها دنيا المسلمين، وغابت عنهم شمس عزتهم وكرامتهم يوم فقدوا خليفتهم الراعي الصالح لشؤونهم، والمدافع عن حقوقهم، الذي قال فيه نبيهم عليه الصلاة والسلام: «إنما الإمام جُنة، يقاتل من ورائه، ويتقى به»، ليس هذا فحسب، بل أزيحت أحكام الله تعالى أساس العدل، وحلَّ محلها قوانين الغرب الجائرة، واستبدلت بالعقيدة الإسلامية عقيدة الغرب الكافر، فصل الدين عن الحياة.
واستبيحت – بعدها – بلاد المسلمين من الغزاة الكفار الأوروبيين، وأعملوا فيها الخراب من تقسيم ونهبٍ لخيراتها، وإذلالٍ لأهلها وبذر الشقاق بينهم بدعاوى القومية والوطنية ورفع الحيف عن الأقليات العِرقية.. وبات المسلم يقتل أخاه على شبرٍ من الأرض، وها هي دماء المسلمين تسفك بكرة وعشياً ولا نصير لهم، وحفنة الحكام العملاء المسلطين على رقابهم لا يزيدون على عدِّ قتلاهم وجرحاهم، ولا يجرؤ واحدٌ منهم على استنكار شيء مخافة غضب أسياده!
أيها المسلمون
أين هذا من ماضي عزة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها؟ يتنقل المسلم من أقصاها إلى أقصاها لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه؟ وأين هذا من عدل عمر وعزم هارون وشجاعة المعتصم وإصرار سليمان القانوني الذين أقاموا صروح العدل وأذاقوا الأكاسرة والقياصرة مُرَّ الهزائم وحرروا البلاد والعباد؟ وكانت بحار الدنيا طوع بنانهم فلا يَلِجُها أحد إلا بإذن منهم.
ألا ترون ما آل إليه أمر المسلمين في ظل الديمقراطية والعلمانية: دِينِ حكامهم نواطير أمريكا الفاجرة الغادرة؟! لقد بات (السيد الأمريكي) هو الحاكم الأوحد لبلاد المسلمين يعقد المعاهدات، والصفقات، والمؤتمرات، بل ويعلن الحرب ويحرك الجيوش متى شاء وعلى مَن شاء دون نكيرٍ من أحد، وما على حكام المسلمين إلا دفعُ الفواتير، وتبرير العربدة الأمريكية. فهل من سقوط وانبطاح أبشع من حاكم مسلم يُهان نبيُّهُ عليه صلوات الله وسلامه فيذهب إلى ديار الكفر لينتظم في سلكهم معلنا وقوفه معهم جنبا إلى جنب، متحديا مشاعر المسلمين وعلى مرأى ومسمع ممن يسمونهم علماء المسلمين؟!
حقاً إنها لطامّة، ولقد صدق فيهم قول ربنا عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
نعم أيها المسلمون إننا نؤمن بربنا سبحانه، ولدينا يقينٌ بصدق وعده بنصر أمة الإسلام، وإظهار دينها على الدين كله، وها هي بشائر النصر تبدو قريبة بحوله وقوته، ويومَها لن يفلت من القصاص مَن ظلمنا وأساء إلى عقيدتنا ورسولنا عليه الصلاة والسلام، وسلب حقوقنا،
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية العراق
الإثنين, 02 آذار/مارس 2015 م