خـلافةٌ راشدة … عنوانٌ للتغيير
خـلافةٌ راشدة … عنوانٌ للتغيير
تمر على الأمة الإسلامية الذكرى الواحدة والتسعين لهدم دولة الخـلافة الإسلامية، في الثامن والعشرين من رجب الفرد سنة 1342هـ، وتتميّز هذه الذكرى بمرورها على الأمة وهي تعيش أجواء الثورات العربية، وتعمل على تغيير أنظمتها السياسية، وفي الوقت ذاته يعمل الكفر جاهداً لإجهاض ثورة الأمة؛ والحفاظ على الأنظمة القائمة واقتصار الثورة على تغيير شخص الحاكم.
أيها المسلمون،،
قال تعالى (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)(آل عمران: 140).
من سنة الله أن الأيام دُوَل بين الناس، فقد شهدت هذه الأمة دولة الخـلافة على منهاج النبوة إبان حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ثم شهدت الحكم العضوض إبان حكم الأمويين ومَنْ جاء مِنْ بعدهم، بالرغم من أنهم حكموا بكتاب الله وسنة نبيه، إلا أنهم ورَّثوا الخـلافة. ومنذ سقوط الخـلافة ولغاية الآن والأمة تشهد الحكم الجبري، وهي فترة الحكام العملاء الذين يجبرون الناس على القبول بالحكم بغير ما أنزل الله ويبعدون المسلمين عن الإسلام بالحديد والنار، ويسهرون على حراسة مصالح الكافر فى بلاد المسلمين. إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خـلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريةًّ، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها…» وقد أنهى حديثه ببشارة للأمة وهي عودة الخـلافة على منهاج النبوة مرة ثانية،فقال صلى الله عليه وسلم: «… ثم تكون خـلافة راشدة على منهاج النبوة، ثم سكت» (رواه أحمد) التي سنشهد قيامها قريباً بإذن الله.
وثورة الأمة المباركة اليوم للتخلص من أوضاعها تضع نهاية للحكم الجبري بإذن الله. ومطالبتها بتطبيق الإسلام والحكم بما أنزل الله وإقامة الدولة الإسلامية مقدمة لقيام الخـلافة الراشدة من بعد الحكم الجبري بإذن الله، كما بشر بها رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أيها المسلمون،،
الخـلافة هي نظام الحكم فى الإسلام؛ وإقامتها تعني إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق شرع الله والحكم بما أنزل الله. فلنوحد مطلبنا ونجعله خـلافة راشدة وتكون هي عنوان التغيير للأوضاع القائمة؛ فلا نقبل بأقل من إقامة الخـلافة عنواناً للتغيير، وهدفاً للأمة، ومنهاجاً للثورة؛ قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(النور: 55).
وإقامة الخـلافة على منهاج النبوة كما بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوجب أولاً أن يكون سلطان الأمة ذاتياً؛ وحتى يكون سلطان الأمة ذاتياً لا بد أن تعمل بقدراتها الذاتية، وجهودها الذاتية، مستخدمة إمكاناتها الذاتية، متوكلة على الله وحده سبحانه، قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران: 160)؛ لتتخلص من نفوذ الكافر (أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وكل دولة طامعة ببلاد المسلمين)، قال تعالى: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)(النساء: 141). فإذا أصبح سلطان الأمة ذاتياً أصبحت قادرة على أن تقرر مصيرها وتنفذ إرادتها وتطبق كتاب ربها وتقيم خلافتها.
أيها المسلمون من أهل النصرة،،
الأجدر بكم، نصرة الأمة لإقامة الحكم بنظام الإسلام، فإن فجر الخـلافة قد انفجر وبانت ملامحه فلا تراهنوا على التبعية للغرب بل راهنوا على مرضاة ربكم واعملوا مع المخلصين من أبناء الأمة لنصرة هذا الدين وإعلاء كلمة الله، فلن تنفعكم مساندة الطغاة من الحكام لا في الدنيا ولا في الآخرة، فإنهم إلى زوال، والأمة باقية، ونصر الله قريب.
أيّها المسلمون،
إنه لا نجاة لكم إلاّ بالإسلام، ولن يُرفع الظلمُ عنكم إلا بتطبيق شرع الله، فقد جربتم الاشتراكية والرأسمالية والقومية والوطنية، وحال الناس في تقهقر بكل نواحي الحياة، فانبذوا أعلام سايكس بيكو، وارفعوا راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعملوا مع حزب التحرير لإقامة شرع الله عن طريق دولة الخـلافة الإسلامية الراشدة التي وحدها فيها خلاصكم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
(يا أيُّها الّذينَ آمَنوا إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقْدامَكُمْ)
25 من رجب 1433 | حزب التحرير | |
2012/06/15م | ولاية الكويت |