دور المرأة في عودة الخلافة
دور المرأة في عودة الخلافة
منى محمد ـ طرابلس ـ لبنان
….. متى تكون العزة لنا! كما كانت يوم انتصرنا على الروم والفرس فمحونا جاهلية غاشمة وأقمنا إسلامية عادلة؟ متى يعود زمن أبي بكر، وعمر، وعلي، وعثمان؟ متى تعود أمتنا إلى كتاب الله وسنة رسوله؟ متى تكون كلمة الحق (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي الحاكمة؟ متى نحكم أنفسنا بما أراد الله؟ أسئلة… كثيرة تكاد تخنق أنفاسنا وتغص بها الكلمات حين نسألها، إلى متى الذل والهوان؟ متى نعود إلى مجدنا إلى زمن العزة والكرامة، أتدرون متى؟
…. عندما تعود الأمومة الناضجة الملتزمة بأوامر الله في كتابه الكريم وبسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، فتسأل نفسها عن الصحوة الإسلامية أين مرساها، هل ستظل خطباً وأناشيد وقصائد أم ماذا بعد؟
…. إن الأمة الإسلامية اليوم في أمس الحاجة إلى المرأة التي تعي جيداً مسؤولية أمومتها، وإلى الرجل الذي يعي جيداً مسؤولية أبوته، وتلك المسؤولية التي يكلفها بدراسة دقيقة في كتاب الله وسنة رسوله لمعرفة أن ريادة الإسلام للعالم ضرورة حتمية لصلاح أمر البشرية، فالمسلون كما أنهم مأمورون بالصلاة والزكاة والصوم والحج عند الاستطاعة، فهم مسؤولون عن قيامهم بتنفيذ أحكام الله وألاّ يحكِّموا غيره في شؤونهم جميعاً.
وذلك أمر يحتاج إلى مدرسة الأمومة في مرحلة الطفل الأولى، تلك الأمومة الواعية لأدوات ربط الطفل ومشاعره وكل أحلامه بحب الله ثم حب رسوله ثم حب القرآن ثم حب السنة.
ويكون ذلك بكلمات بسيطة هيّنة الفهم تبثها فيه ليحفظها كما يحفظ اسم أمه، فيشب نبتة صالحة، سليمة الجذور، مقيمة على التوحيد ومحبة الله ورسوله والمؤمنين.
إن دور المرأة المسلمة في المجتمع أولاً وثانياً وثالثاً بناء جيل قوي في عقيدته، درس الإسلام في حجر أمومة حكيمة حانية فقيهة، فوجود هذه المرأة في المجتمع الإسلامية ضرورة حتمية، حتى تعود إلى حياة السلف الصالح وإلى عهد الصحابيات، تبني وتشيّد بعلمها وفقهها وورعها صرح الرجال المطلوب اليوم بعثهم لعودة الإسلام إلى معقد القيادة والريادة والحب والإخاء في الله، ليقوم على سواعد الرجال وضمائر النساء مجتمع إسلامي جديد.
إن مهمة المرأة اليوم خطيرة، ورسالتها الطبيعية ضرورية، لأنها تعيش حاضراً ضاعت معالم الإسلام فيه، وهي مسؤولة عن بعثه من جديد، كما أنها مسؤولة عن ضياع إمارات الإسلام وعلاماته في كافة مجتمعاته، فمهمتها العودة إلى الأسرة ربةً لها وإلى الزوج حكيمة ومرشدة لمسيرته، إلى الولد تسهر عليه لإنبات جيل قويم، تسأله ويسألها عن مهمته في الحياة، فتقول له: رسالتي أن أعيش أحكي لك جراح أمة، عاشت تحكم العالم بعدل الله تعالى ثم حادت عن شريعته وطريقه.
وأما رسالتك أنت يا ولدي إنما هي أن تعي ما أحكيه لك عن أمجادها وعدلها، عن رجالها الأوائل كيف كانوا وكيف عاشوا، سأحكي لك عن رسولك وغزواته، وعن رجال حكموا بعده فسادوا الدنيا كلها بمسيرة العدل فيها، وسوف لا تسعني الدنيا يوم أسمعك تهتف بالأسماء العظام، محمد رسول الله أنا على طريقه، وأصحابه يا أماه أراهم وعلى دربهم أنهض وأشد خطاي، وسأعيد عصر الخلفاء الراشدين، وعصر عمر بن عبد العزيز، سأعيد كتابة التاريخ الإسلامي من جديد، سأعيد كتابة تاريخ الخلافة في تركيا المسلمة، وسأصلي في مسجد آيا صوفيا، يا أماه سأروي قصص البطولة والجهاد في أفغانستان سأقيم الدولة يا أمي، سأحرر الأندلس، سأعيد الوحدة للامة، سأوحد بين الشيعة والسنة، وستعود الوحدة الكبرى، كما كانت في زمن الراشدين خلفاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أنا ثمرة قصصك يا أماه… أنا ثمرة حبك لله… أنا ثمرة شوقك لرسول الله ولقائه في الرفيق الأعلى.
نعم هذه هي مهمة المرأة وإنها مهمة لجد خطيرة، إنها مسؤولية العمل على عودة المسلمين صفاً واحداً ملتفاً حول شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، إنها كلمة التوحيد، تعيد بفهمها السليم وحدة أمة حول كتاب الله وسنة نبيّه، جماعة واحدة ذات عقيدة واحدة، تضم المسلمين جميعاً لها جيش واحد وحكومة واحدة.
فتلكم هي المرأة المسلمة في القرن الخامس عشر الهجري… تلكم هي المرأة المسلمة العاملة بكتاب ربها وسنة نبيها… تلكم هي المرأة البانية للمستقبل الجديد ببناء جيل جديد، شعاره: لا إله إلا الله محمد رسول الله .