أما بان الصبح لذي عينين؟!
أخلافة مزعومة خير أم الخلافة على منهاج النبوة تكون درعا ورحمة للعالمين؟
الخبر:
نقلت قناة العربية عن المرصد العراقي لحقوق الإنسان بتاريخ 18 شباط 2017 نبأ مروعا جاء فيه:
– مع اشتداد الضربات على تنظيم “الدولة” غرب الموصل، عمد “التنظيم” إلى منع تجار المدينة من توريد أي مواد غذائية للسكان، في حين يوفرها لعناصره وعائلاتهم.
– وأن الجوع يضرب المدينة، ويهدد نحو (140) ألف طفل بالموت، وقد توفي العشرات منهم حتى الآن.
– ويحدث هذا في منطقة يعيش فيها حوالي (750) ألف شخص في ظروف تشبه الحصار – وفق “الأمم المتحدة” – التي تتوقع فرار (250) ألف مدني مع بداية العمليات العسكرية.
التعليق:
لسائل أن يسأل: هل كل ما جرى ويجري في ديار أهل السنة والجماعة في العراق وسوريا، من قتل للأبرياء على الشبهة، ومنه الكارثة الإنسانية التي نقلها الخبر – في صدر هذا المقال – أو تهجير لهم قسرا من أوطانهم، مع نهب واغتصاب للأموال والممتلكات، يرافقه هدر للموارد الاقتصادية كآبار النفط، أو بيع لمعامل كانت كموارد للاقتصاد وأسباب رزق لكثير من الناس يعيشون عليها، أو هدم وتشويه لمعالم إسلامية وأثرية تنبئ عن حقب مضيئة خلت لبلدين كانا – فيما مضى – حصنين من حصون الإسلام الشامخة كالخلافة الأموية والعباسية… هل ما جرى تم على أيدي المغول والتتار؟! أم بفعل عدو متربص بالمسلمين؟!
وهل دار في خلد (أبي بكر البغدادي) زعيم “التنظيم” يوم ارتقى منبرا فأعلن منه “خلافته” المزعومة – في العراق وسوريا – مقتبسا شذرات من خطبة (أبي بكر الصديق) رضي الله عنه، حين قال: “وليت عليكم، ولست بخيركم” هل دار في خلده أن “خلافته” ستكون شؤما ودمارا على الناس؟! بل، وتشويها وإهانة لصورة الخلافة المشرقة ومكانتها الرفيعة التي تنتظرها جماهير الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها لتنقذهم من ظلم وعسف أنظمة علمانية بوليسية؟!
وهل أدرك – الآن – أزلام تنظيم “الدولة” عظم الجرائم التي ارتكبوها في حق المسلمين حين هيأوا كل مبررات الخراب والدمار واستجلاب أصناف الكفار تحت ستار (محاربة الإرهاب) ليفتكوا بالفريقين معا: فريق “التنظيم” وفريق الناس الأبرياء في ضربة واحدة، والرابح الوحيد هو الكافر المحتل…؟! إذ الخاسر – في نظره – هم المسلمون. ثم أي خير جلبه “التنظيم” لأهل السنة في نهاية الأمر…؟! وهل بقي بعد الآن مغفلون يدافعون عن أزلام “التنظيم”، ويعلقون عليهم الآمال؟! حقا إنهم مضللون وفاقدون لوعيهم، ولم يفقهوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «إنما الأعمال بالخواتيم». فما هي خاتمة أعمالهم؟! وأي حق نصروه، بل أي رفعة للإسلام أنجزوها؟ لقد – والله – جلبوا العار على أنفسهم، وجعلوا نظام (الخلافة) التي وعدنا الله تعالى بها في كتابه المجيد، وبشرنا بها رسول الله عليه الصلاة والسلام، جعلوها موضع سخرية وتندر… وهكذا يتساقط الدجالون والمدعون واحدا تلو الآخر، ليصدق فيهم قول الله الحق: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق