اقضوا على الهيمنة الأمريكية وأقيموا دولة الخلافة على منهاج النبوة ببقاء الديمقراطية ستبقى القيادتان العسكرية والمدنية وجهين لعملة أمريكية واحدة
في 10 أيار/مايو تراجعت الدائرة الإعلامية للجيش (ISPR) عن تغريدة سابقة كانت قد رفضت تحقيق الحكومة في “تسريبات الفجر”، وادّعت أن رئيس الوزراء “قد سوى مسألة تسريبات الفجر” وأكد على مواصلة “دعم العملية الديمقراطية”. وهكذا فإن حلقة تسريبات الفجر تبين بوضوح أن القيادة المدنية والعسكرية في نظام باجوا/ نواز طوع بنان أمريكا.
لقد ورد في تسريبات الفجر اتهام القيادة المدنية للقيادة العسكرية بعدم الالتزام الصارم بالسياسة الأمريكية المتمثلة في قمع المقاومة الأفغانية والعاملين للإسلام والمحبين له؛ ولم يكن توبيخ الجنرال باجوا للقيادة المدنية من خلال التغريدة بسبب رفضه لخطط أمريكا، بل لأنه تم اتهامه بأنه أقل ولاء لأمريكا، وحاجته إلى الخروج بماء الوجه أمام القوات المسلحة الباكستانية التي ترفض تنازلات القيادة المدنية في مسائل الأمن القومي. مع ذلك، بعد الكثير من الأخذ والرد، لجأ باجوا إلى تسوية المسألة بطريقة ترضي سادته في واشنطن، من خلال تأييد زميله في الولاء لأمريكا (نواز شريف)، فضلًا عن الحفاظ على الحصان الأمريكي في باكستان (الديمقراطية).
أيها المسلمون في باكستان! لا تنخدعوا بالصراعات السطحية في السياسة الباكستانية، سواء أكانت على شكل مسيرات طويلة أم اعتصامات أم حروب تويتر، فليس هناك أمل في أي تغيير طالما كانت القيادات متحالفة مع أمريكا وملتزمة بالديمقراطية، ولا شك في أنه عندما يتعلق الأمر بجدول الأعمال الأمريكي، فإن القيادتين المدنية والعسكرية اليوم هما وجهان لعملة واحدة، وأنتم ترون اليوم كيف تنفذ كلتاهما جدول أعمال أمريكا في قمع الإسلام، من أجل تأمين الهيمنة الأمريكية الاستعمارية، وكلتاهما تلتزمان بخطة فرض القيم الليبرالية والعلمانية في البلد المسلم المحافظ، وكلتاهما تتبعان سياسة أمريكا في ممارسة “ضبط النفس” تجاه الهند، ما يتيح للهند فرصة الظهور كقوة إقليمية مهيمنة من خلال التطبيع معها وتحقيق الحلم الهندوسي (الهند الكبرى)، وكلتاهما تنفذان الخطة الأمريكية لتحجيم الصين اقتصاديًا للحد من قدرتها على تحدي أمريكا، بإغراقنا بالديون والاعتماد على الاستيراد واليد العاملة الأجنبية. لقد شاهدتم في الماضي كيف قام مشرف بإزالة نواز شريف، وظلت الهيمنة الأمريكية، ومع جميع التغيرات منذ ذلك الحين، فإن الثابت الوحيد هو بقاء الاستعمار، الذي تضمنه الديمقراطية.
أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية! قال رسول الله e: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُم وَيَلْعَنُونَكُم» رواه مسلم. إن عقلية العبودية للاستعمار هي عقلية القيادات المدنية والعسكرية التي كانت مصدر الانحطاط العميق لباكستان على مر الزمن، وهذا هو السبب في أننا جميعا نأسف على وجود فراغ في (القيادة). أنتم لديكم القوة لإنهاء القيادات الفاسدة التي تفرض التحالف مع أمريكا، وتسعى لإذلالكم أمام الهند ودعم حكم الديمقراطية، بدلًا من الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى. لذلك يجب عليكم إعطاء النصرة لحزب التحرير من أجل إقامة الخلافة على منهاج النبوة، حيث تركز القيادة فيها على تطبيق الإسلام ورعاية شؤون المسلمين، بدلًا من تسهيل هيمنة الكفار علينا. قال الله تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان