يا رؤساء الدول! ألا يمكنكم حل أزمة اللاجئين؟! فقط الخلافة سوف توفر الحل الدائم على وجه السرعة
عقد رؤساء الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) اجتماعًا في العاصمة الكينية نيروبي لمناقشة محنة اللاجئين. وحضر القمة الخاصة أيضًا زعماء دوليون وأصحاب المصلحة الذين أيّدوا معًا “حلاً إقليمياً دائماً” للاجئين الصوماليين. وتأتي القمة في الوقت الذي يوجد فيه بالفعل أكثر من مليون لاجئ صومالي نزحوا من منطقة شرق وقرن إفريقيا خاصةً إلى كينيا التي توقفت عن تسجيل لاجئين جدد. وبالإضافة إلى ذلك، تخطط كينيا لإغلاق مخيم “داداب” أكبر مخيم للاجئين حيث يلجأ إليه عشرات الآلاف من اللاجئين الصوماليين. وفي الوقت نفسه، يعيش الآلاف في جنوب السودان في ظروف مروعة بسبب أزمة الجوع.
إننا في حزب التحرير في كينيا نقول ما يلي:
منذ عام 1951 وحتى الآن، لم تتمكن الأمم المتحدة ومؤسسات أخرى من مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، لم تتمكن من حل مشكلة اللاجئين. وبدلاً من ذلك، تحولت هذه المؤتمرات إلى مسارح لإصدار البيانات والندب دون إجراءات. وقد فشلت المؤتمرات كما أكّد المفوض السامي للأمم المتحدة زيد رعد حسين في القمة الأخيرة حول اللاجئين التي عقدت في العام الماضي عندما اعترف قائلاً: “الحقيقة المريرة هي أن هذه القمة عُقدت لأننا فشلنا إلى حد كبير. فشلنا في إنهاء معاناة الشعب السوري منذ زمن طويل… خذلنا الآخرين في مناطق الصراع المزمن الحالية، لنفس السبب. خذلنا الملايين من المهاجرين الذين يستحقون أكثر بكثير من حياة تتصف بالإذلال واليأس من المهد إلى القبر”.
السبب الرئيسي للفشل هو وجهة النظر الرأسمالية غير الصالحة للحياة والتي تقوم على المصالح الذاتية وتجعل الأولوية للمنفعة المادية في كل قضية. وهذا هو السبب في أننا نصرح قطعًا بأن الرأسماليين وجميع مؤسساتهم لا يُتوقع منهم أبدًا بأن يقدموا حلولاً لهذه الكوارث البشرية.
وهذه المأساة التي تكشفها الإحصائيات تقدر عدد اللاجئين اليوم بـ65 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم؛ وقد كشف هذا عن شر الدول الرأسمالية للناس الذين هم في مثل هذه الصعوبات. هذه الدول تدعو للسماح للمنظمات غير الحكومية بتقديم المساعدات للاجئين! والجزء المحبط هو أن هذه المنظمات غير الحكومية هي نفسها مقيدة من قبل الحكام الذين يريدون للمساعدات بأن تكون على المستوى الموافَق عليه.
ومن المعروف بأن الحكام الرأسماليين، وخاصةً أولئك الذين من الدول الغربية، هم أكبر المساهمين في اللجوء. ففي المجال العام، فإن الدول الغربية هي التي تقف خلف اشتعال الحروب في جميع أنحاء العالم لإدامة الاستعمار الجديد سياسيًا واقتصاديا. أما بالنسبة لإفريقيا، فمن الواضح تمامًا بأن الغرب حرّض الدول في القارة على الصراع فيما بينها، مما تسبب بلجوء الناس في نهاية المطاف. فنحن نسأل الآن: “كيف يمكن لنفس ممولي الحرب أن يهتموا باللاجئين؟!”
نحن نعلن أن الإسلام وحده في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هو الذي سوف يكون قادرًا على حل قضية اللاجئين هذه حلا جذريا. الإسلام يتعارض مع الرأسمالية لأن الأولوية في الإسلام هي لحياة البشر وليست النفعية كما في الرأسمالية. ومن غير المتوقع أن تتعامل الخلافة مع أي كارثة من خلال تنظيم اجتماعات طويلة تفتقر إلى المعنى. في ظل الخلافة العثمانية أرسل الخليفة بايزيد سفينة لإنقاذ اليهود الذين تم نفيهم من قبل سلطة إسبانيا في عام 1492م. وهذه قصة واحدة من بين العديد من الأعمال التي تم تنفيذها من قبل الخلافة، والتي غيابها اليوم هو السبب في اجتياح المصائب للعالم، وإن عودتها هو الحل الدائم والجذري لجميع مشاكل العالم.
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا