القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وبالتعاون مع نساء حزب التحرير في إندونيسيا يعقدون بنجاح مؤتمراً نسائيا عالمياً مهماً بعنوان: “الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي”
يوم السبت 11 آذار/مارس 2017، قام القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وبالتعاون مع نساء حزب التحرير في إندونيسيا بعقد مؤتمر نسائي عالمي مهم في جاكارتا، إندونيسيا بعنوان، “الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي”. إن هذا الحدث المهم، والذي تم تنظيمه لبيان الأسباب والحل لـ”أزمة التعليم” الخطيرة والتي تهدد البلاد الإسلامية، حضره ما يقارب 1700 شخصية نسائية مؤثرة من دول مختلفة ومن جميع أنحاء إندونيسيا. وكان من ضمن المتحدثات معلمات ومحاضرات ومشاركات في قطاع التعليم مسؤولات عن إدارة المدارس وصحفيات وأكاديميات وباحثات وطالبات جامعات وناشطات شبابيات وممثلات عن منظمات. وقد قامت بإلقاء الكلمات عضوات من حزب التحرير من إندونيسيا، وفلسطين، وتونس، والخليج العربي، وماليزيا، وتركيا، وهولندا، وبريطانيا. لقد كانت أجواء المؤتمر مفعمة بالحيوية، كما كانت هناك نداءات حماسية وصرخات مدوية من الحاضرات تنادي للعمل بأقصى سرعة لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي من شأنها نسف جبل المشاكل الذي يقع على كاهل التعليم في العالم الإسلامي اليوم في ظل الأنظمة العلمانية، كما أنه بإمكانها تأسيس نظام تعليمي من المستوى الأول في المنطقة. كما عبرت المتحدثات عن إصرارهن على حماية أطفال المسلمين من الجهود المكثفة للحكومات غير الإسلامية حول العالم والتي تهدف لعلمنة عقول أطفال المسلمين وتدمير هويتهم الإسلامية من خلال التعليم. إن هذا الحدث الكبير، والذي تم بثه مباشرة للمشاهدين حول العالم، شاركت فيه كوكبة من النساء المؤثرات المشاركات في التعليم واللواتي أعلنَّ عن دعمهن لأفكار المؤتمر. كما تضمن الحدث مؤتمرا صحفيا حضرته وسائل الإعلام المختلفة.
لقد بينت كلمات المؤتمر كيف أن النظرة العلمانية والرأسمالية لأنظمة التعليم في البلاد الإسلامية شكّلت أنظمة تعليمية تهدف وبكل بساطة لتهيئة الطلاب للوظائف وقياس نجاحاتهم اعتمادا على قيمتهم في سوق العمل بدل بناء شخصيتهم الإسلامية، وتعليمهم المهارات الحياتية، وتوجيه طلبهم للمعرفة لخدمة احتياجات مجتمعاتهم وتطويرها. هذا إلى جانب التنظيم السيئ والتمويل الزهيد للتعليم، بالإضافة إلى استمرار فرض نماذج التعليم المأخوذة من أسس استعمارية رجعية، والتي هدفت بكل بساطة إلى استعباد عقول أجيال مستقبلنا الإسلامية لتتبع الثقافة الغربية العلمانية المنحلة، والتي هي أساس أزمة التعليم. كما بينت المتحدثات أن ما نحتاجه لبناء نظام تعليمي من المستوى الأول هو نظام سياسي من المستوى الأول: الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة على أسس الإسلام. وبهذا عرض المؤتمر السياسة التعليمية في دولة الخلافة كما تم تفصيلها من قبل حزب التحرير في إصداراته المختلفة، مثل “أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة”. كما بين المؤتمر كيف أن دولة الخلافة ستتبنى نظرة مستقلة للتعليم تهدف إلى بناء شخصيات إسلامية متميزة وإلى التميز في فهم الدين والعلوم التجريبية، مما يؤدي إلى تخريج أعداد كبيرة من الباحثين والخبراء في كل المجالات العلمية والأكاديمية. ما من شأنه أن يبني علاقة قوية بين نظام التعليم والاحتياجات والاهتمامات الأساسية للمجتمع في الصناعة، والزراعة، والاقتصاد، والجيش، والعلوم والتكنولوجيا ومختلف القطاعات، بتسخير أفضل العقول والمهارات في الأمة للقيام بذلك. وهذا بدوره سيؤمن الاكتفاء الذاتي للدولة، ويوقف اعتمادها على الأمم الأخرى لتتطور وتتقدم، ويُنهي استنزاف العقول المسلمة من بلاد المسلمين. بالإضافة إلى أنها كدولة تنظر إلى تأمين تعليم ممتاز لكل رعاياها على أنه واجب إسلامي، وتسعى لقيادة العالم بالمبدأ الإسلامي، كما أنها ستعطي للاستثمار في مجال التعليم أولوية، بما فيها بناء نظام تعليم عالمي على مستوى عال، بالإضافة إلى البحث، والمرافق التخصصية – كل ذلك سيتم تمويله وَفْقَ النظام الاقتصادي الإسلامي السليم.
كما أكدت الكلمات أن دولة الخلافة ستقود العالم في التعليم النسائي الممتاز بالإضافة إلى استخدام أساليب تعليمية من شأنها إلهام وبناء عقول تحليلية مبدعة متعطشة للمعرفة. وأكد المؤتمر أنه من خلال هذا النظام التعليمي الإسلامي منقطع النظير، فإن دولة الخلافة ستستعيد مرة أخرى مكانتها الصحيحة كمركز للتعليم في العالم وستولد حضارة ذهبية من البحث والابتكار والتقدم العلمي. كما ناقش المؤتمر أهمية التعليم قبل المدرسة (الحضانة) كركيزة أولية في بناء الشخصيات الإسلامية وتمكين الطفل من التعامل مع بيئته المحيطة. كما بين العلاقة المهمة بين اللغة العربية والتعليم والاجتهاد وفهم الدين والعودة إلى مجد الإسلام. أما الكلمة الختامية فقد قدمت توجيهات لكيفية تشكيل تعليم إسلامي اليوم في ظل غياب الدولة الإسلامية لبناء شباب مسلم بهوية إسلامية قوية متسلّحين بها لمواجهة التحديات التي تواجه دينهم.
لقد سبق المؤتمر يوم الجمعة 10 آذار/مارس 2017 معرض رائع، حضره حوالي 2500 فتاة وامرأة من جميع أنحاء إندونيسيا، بمن فيهن طالبات مدارس من 5 مدن من جاكارتا وما حولها. وقدم مجموعة من العروض والفيديوهات التي عرضت موضوعات المؤتمر وتضمنت برامج حوارية حول بناء نظام تعليمي إسلامي اليوم، وفشل نماذج التعليم الغربية.
إن المؤتمر والمعرض إلى جانب حملة عالمية سبقتهما استمرت ثلاثة أسابيع حول موضوع التعليم والإسلام والخلافة، أسهموا مساهمة عظيمة والحمد لله في النقاشات الحالية حول كيفية تشكيل نموذج تعليمي ناجح لبلاد المسلمين والعالم.
يمكن الوصول إلى كلمات ونقاشات وفيديوهات وصور المؤتمر والمعرض من خلال الروابط التالية:
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/dawahnews/cmo/41863.html
و www.facebook.com/WomenandShariahA
﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾
د. نسرين نوّاز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير