البيعة لخليفة المسلمين – ح6
البيعة لخليفة المسلمين
ح6
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعه وسار على دربه, واهتدى بهديه, واستن بسنته, ودعا بدعوته واقتفى أثره إلى يوم الدين, واجعلنا معهم واحشرنا في زمرتهم, برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا سهل إلا َّ ما جعلته سهلا , وأنت إذا شئت جعلت الحزن سهلا . اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
ربِّ اشرح لي صدري, ويسِّر لي أمري, واحلل عقدة من لساني, يفقهوا قولي.
أحبتنا الكرام: أحييكم بتحية الإسلام, فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
إخوة الإيمان: في هذه الحلقة سنتحدث عن مبايعة عمر بن الخطاب بالخلافة إلى نهاية عهده بها رضي الله عنه.
ظلَّ عُمَرُ بنُ الخـَطـَّابِ وَزيرا لأبي بَكر طِيلـَة فـَترَةِ خِلافـَتِهِ، وَحينَ كانَ أبـُو بَـكر يُوَدِّع الدُنيـَا، وَثــَقـُـلَ مَرَضُه، وَاستـَبَانَ لـُهُ المَوت، خـَافَ أنْ يـَترُكَ النـَّاسَ بـِلا خـَليفـَة، فيَـكـُونَ يَومٌ كيَوم السـَّـقيفـَة، وَلـَمْ يُردْ أنْ يُعـَيِّـنَ رَجُـلا بـِعـَينـِهِ، فـَيـَفعَـلَ مَا لـَمْ يـَفعَـلـْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فجَمَعَ النـَّاس، وَلـَمْ يـَشغـَلـْهُ مَرَضُهُ وَألـَمُهُ عَن ِالاهتِمَام بأمْرهِمْ!! فـَنـَزَع بَيعَـتـَهُ مِـنْ أعْـنـَاقِهمْ، وَكـَـلــَّـفـَهُـمْ أنْ يَـنـتـَخـِبُوا غـَيـرَهُ لِلخِلافـَـة، وَقــَالَ لهُــمْ:
{إنـَّهُ قـَد نـَزَلَ بي مَا تـَرَوْنَ، وَلا أظنـُّـنِي إلا مَيـِّـتا لِمَا فِيَّ مِنَ المَرَض، وَقـَد أطلـَـقَ اللهُ أيْمَانـَكـُمْ مِنْ بَيعَتـِي، وَحَـلَّ عـَنكـُمْ عـُـقدَتِي، وَرَدَّ عَـليكـُمْ أمْرَكـُمْ، فأَمِّرُوا عَـليكـُمْ مَنْ أحبَبتـُمْ، فـَإنـَّـكـُمْ إنْ أمَّرتـُمْ فِي حَيَاةٍ مِنـَّي، كانَ أجْدَرَ أنْ لا تـَخـتـَـلـِفـُوا بَعدِي}.
فذهَبـُوا فتـَشاوَرُوا، وَبَحَـثـُوا فـَلمْ يَـتـَّـفـِقـُوا عَـلى أحَدٍ، فرَجَعُوا إليهِ فـَوَكـَّـلوُهُ أنْ يَختـَارَ لهُمْ، قالَ أبُو بَكر:
{فأمهلـُونِي حَتـَّى أنظـُرَ للهِ وَلِدِيـنِهِ وَلِعبَادِهِ}.
وَبَدَأ الصِّديقُ استشَارَاتِهِ، وَجَعَـلَ يَدْعـُو أصحَابَ الرَّأي وَكِـبَـارَ الصَّحَـابَـةِ وَاحـِدا بَعـدَ وَاحـِد, فـَدَعَا أوَّلا عَـبدَ الرَّحمَن بنَ عَوفٍ فقالَ له: {أخبرنِي عَنْ عُمَرَ بنَ الخطـَّاب} فقالَ له: {مَا تسْألـُـنِي عَنْ أمْر إلا وَأنتَ أعلـَمُ بـِهِ مِنـِّي}.
فقالَ لهُ: {وَإنْ!} فقالَ عَبدُ الرَّحمَن: {هُوَ وَاللهِ أفضَـلُ مِنْ رَأيـِكَ فِيه}. ثـُمَّ دَعَا عُـثمَانَ فقالَ لهُ مِثـلَ ذلكَ، فقالَ: {عِلمِي بهِ أنَّ سَريرَتـَهُ خيرٌ مِنْ عَلانـِيَتِهِ وَأنـَّهُ ليسَ فِينـَا مِثـلـُه}. فقالَ لهُ أبُو بَكر: {يَرحَمُـكَ اللهُ، وَاللهِ لـَو ترَكتـُهُ مَا عَدَوتـُـك}.
أي لاخترتـُـكَ أنتَ يَا عُثمَانُ دُونَ غـَيركَ.
ثـُمَّ شَاوَرَ سَعيدَ بنَ زَيدٍ، وَأسَيدَ بنَ الحُضَير وَغـَيرَهُمَا مِنَ المُهَاجرينَ وَالأنصَار فقالَ أسَيد: {اللهُمَّ أعْـلــَمُهُ الخيرَة بَعدَكَ، يَرضَى لِلرِّضَا، وَيَسخـَط لِلسُّخطِ، وَالذي يُسِـرُّ خيرٌ مِـنَ الذي يُعلـِنُ، وَلنْ يَلـِيَ هَذا الأمْرَ أحَـدٌ أقوَى مِنهُ}.
وَسَمِعَ بذلكَ بَعضُ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ لا يَرَى انتخابَ عُمَـرَ فـَدَخـَـلـُوا عَـلى الصِّديق, فقـَالَ لـَهُ قائِـلٌ مِنهُم: {مَا أنتَ قائِـلٌ لرَبـِّـكَ إذا سَألكَ عَن استِخلافِكَ عُـمَرَ عَـلينـَا, وَقـَدْ تـَرَى غـِلظـَتـَه, وَهُوَ إذا وَلـِيَ كانَ أفـَـظ وَأغلـَـظ}.؟!
قالَ أبـُو بَـكر: {أجلِسُونِي}. فلمَّا جَلـَسَ قالَ: {أباللهِ تـُخـَوِّفـُونـَنِي؟ خابَ مَنْ تـَزَوَّدَ مِـنْ أمْركـُمْ بـِظـُـلم}. أقـُولُ: {اللهُمَّ إنـِّي قـَدِ استخـلـَـفتُ عَلى أهلِكَ خـَيرَ أهلِكَ}. ثـُمَّ قالَ لِلقائل: {أبلـِغْ عَـنـِّي مَا قـُـلتَ لكَ مَنْ وَرَاءَكَ}.
ثـُمَّ اضطجَعَ وَدَعَا بعُـثمَانَ وَأمْـلـَى عَـليهِ هَذا القـَرَارَ بتـَسمـِيَةِ عُـمَرَ، وَلـَمْ يـَتـَّخِذهُ بوَصفِهِ الخـَليفـَة، بَـلْ لأنَّ المُسلمينَ أصْحَابَ الحَقِّ بالانتِخـَابِ وَكـَّـلـُوهُ بأنْ يُسَمِّيَ لـهُمْ مَنْ يَرَاهُ، وَهَذا نـَصُّهُ:
{بسم ِاللهِ الرَّحمَن ِالرَّحِيم هَذا مَا عَهدَ بهِ أبُـو بَـكر بنُ أبي قـُحَافـَة فِي آخِـرِ عَهدِهِ بالدُنيَا خـَارجا مِنهَا وَأوَّلَ عَهدِهِ بالآخرَةِ دَاخِلا فيهَا، حَيثُ يُؤمِـنُ الكافـِرُ، وَيُـوقـِنُ الفـَاجـِرُ وَيُصَدِّقُ الكاذِبُ، إنـَّي استخلـَـفتُ عَليكـُمْ بَعدِي…}.
وَأخـَذتْ أبَا بَـكر غـَشيـَة فـَذُهِبَ بـِهِ قـَبلَ أنْ يُسمِّيَ أحَدا, فـَـكـَتـَبَ عُـثمَانُ: {عُمَرَ بنَ الخـَطـَّابِ}.
ثـُمَّ أفـَاقَ أبـُو بَـكر, فقالَ: اقرأ عَليَّ مَا كـَتـَبـْتَ. فقرَأ عَـليهِ وَذكـَرَ عُمَرَ, فـَـكبَّرَ أبـُو بَـكر وَقالَ: {أرَاكَ خِـفـْتَ أنْ تـَذهَبَ نـَفسِي فِي غـَشيَـتِي تِلك, فيَختـَـلِفَ النـَّاسُ, فجَزَاكَ اللهُ عَن ِالإسلام خـَيرا, وَاللهِ إنْ كـُنتَ لهَا لأهلا}.
ثـُمَّ أمَرَهُ أنْ يَـكتـُبَ تـَتِمـَّة الكِتـَابِ: {فـَاسمَعُوا وَأطيعـُوا وَإنـِّي لـَمْ آلُ اللهَ وَرَسُولـَهُ وَدِينـَهُ وَنـَفسِي وَإيـَّاكـُمْ خـَيرا, فإنْ عَـدَلَ فذلكَ ظـَنـِّي بـِهِ وَعِلمِي فِـيهِ, وَإنْ بَـدَّلَ فـَـلِكـُـلِّ امرئٍ مَا اكتـَسَبَ وَالخـَيرَ أرَدْت, وَلا أعْـلـَمُ الغـَيبَ, وَسَيَعلـَمُ الذينَ ظلـَمُوا أيَّ مُـنقـَلـَبٍ يـَنقـَـلـِبُونَ. وَالسَّلامُ عَـليكـُمْ وَرَحْمَة اللهِ}.
ثـُمَّ أمَرَهُ فـَخـَتـَمَ الكِتـَابَ, وَخـَرَجَ بـِهِ مَختـُوما وَمَعَهُ عُمَرُ وَأسَيدُ بنُ الحُضَير, وَأسَيدُ بنُ سَعيدٍ القـُرَظِيُّ, فقالَ عُـثمَانُ لِلنـَّاس: {أتبَايعُونَ لِمَنْ فِي هَذا الكتابِ}؟ قالـُوا: نـَعَمْ. وَفِي روَايَةٍ أنَّ أبَا بَـكر أشرَفَ عَـلى النـَّاس فِي كـُوَّتِه, فقـَالَ: {يَا أيُّهَا النـَّاسُ!! إنـِّي قـَدْ عَهدْتُ عَهْدا أَفـَتـَرْضَونـَهُ}؟ فقالَ النـَّاسُ: {رَضِـينـَا يَا خـَـليفـَة رَسُول ِالله}. فقامَ عَـليٌ فقالَ: {لا نـَرضَى إلا َّ أنْ يَكونَ عُمَرَ}. قالَ: {فإنـَّهُ عُمَرُ}. فـَأقـَرُّوا بذلكَ جَميعا وَرَضُوا بـِه, ثـُمَّ بَايَعـُوا.
فـَرَفـَعَ أبـُو بَـكر يَدَيهِ فقالَ: {اللهُمَّ إنـِّي لـَمْ أردْ إلا صَلاحَهُمْ, وَخِفـْتُ عَـلـَيهمُ الفِتـنـَة, فعَمِلتُ فـِيهمْ مَا أنتَ أعْـلـَمُ بـِه, وَاجتهَدْتُ لـَهُمْ رَأيي, فـَوَلـَّيتُ عَـليهمْ خـَيرَهُمْ وَأقوَاهـُمْ عَـليه, وَأحْرَصَهُمْ عَـلى مَا أرْشدَهُمْ, وَقـَدْ حَضَرَنِي مِـنْ أمْركَ مَا حَضَرَ فـَاخلـُـفـنِي فيهمْ, فـَهُمْ عـِبَادُكَ, وَنـَوَاصِيهمْ بيَـدِكَ, وَأصْـلِحْ لهُمْ أميرَهـُمْ, وَاجعَـلـْـهُ مِـنْ خـُـلــَـفـَائِــكَ الرَّاشِــدينَ, يـَـتــَّبـِعُ هَــدْيَ نـَبـِيِّ الرَّحْمَــةِ وَهَــدْيَ الصَّالِحيـنَ بَعْــدَهُ, وَأصْـلِــحْ لــَـهُ رَعـِيـَّـتـَهُ}.
{… وقبل أن يضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه دستورا للولاة, وضع دستورا لنفسه قوامه أن الحكم محنة للحاكم, ومحنة للمحكومين, وأنه لا يصلح إلا بشدة لا جبرية فيها, ولين لا وهن فيه, وأن الخليفة مسؤول عن ولاته واحدا واحدا في كل كبيرة وصغيرة, ولا يعفيه من اللوم أنه أحسن الاختيار.
قال يوما لمن حوله: أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل, أكنت قضيت ما عليَّ؟
قالوا: نعم, قال: لا, حتى أنظر في عمله, أعمل بما أمرته أم لا؟
وعهود عمر بن الخطاب رضي الله عنه هي خير العهود التي تؤخذ على ولاة أمر, وأبينها للحدود القائمة بين الراعي والرعية, وخير ما فيها أنه كان يحث الناس على الاستغناء عن التحاكم إلى الحكام, خلافا لأصحاب الأمر الذين يودون لو فرضوا لأنفسهم حكما في كل شيء فكان يقول لهم:
أعطوا الحق من أنفسكم, ولا يحمل بعضكم بعضا على أن تحاكموا إليَّ.
وعاهد الناس فقال:
لكم عليَّ ألا أجتني شيئا من خراجكم, ولا ما أفاء الله عليكم. ولكم عليَّ إذا وقع في يدي ألا يخرج مني إلا في حقه.
ولكم عليَّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله.
ولكم عليَّ ألا ألقيكم في المهالك, ولا أجمِّركم (أي أحبسكم في ثغوركم), وإذا غبتم في البعوث, فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم, فاتقوا الله عباد الله, وأعينوني على أنفسكم بكفها عني, وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وإحضار النصيحة فيما ولاني الله من أمركم.
وجمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاح الأمر في ثلاث:
1- أداء الأمانة.
2- والأخذ بالقوة.
3- والحكم بما أنزل الله.
وجمع رضي الله عنه صلاح المال في ثلاث:
1- أن يؤخذ من حق.
2- ويعطى في حق.
3- ويمنع في باطل.
ومن أوائل عهوده في بيان الحق الذي يرشح الحاكم لولاية الحكم:
((أيها الناس, إني قد وُليت عليكم, ولولا رجاءٌ أن أكون خيركم لكم, وأقواكم عليكم, وأشدكم اضطلاعا بما ينوب من مهم أموركم, ما وليت ذلك منكم)).
فأحق الناس بالحكم, أقدرهم على البر, والحزم والنهوض بالأعباء, وليس له في غير ذلك حق يرشحه للحكومة.
ومن أوائل خطبه بعد توليه الخلافة: ((إن الله ابتلاكم بي وابتلاني بكم, وأبقاني فيكم بعد صاحبيَّ, فلا والله لا يحضرني شيءٌ من أمركم فيَـلِيَهُ أحدٌ دوني, ولا يتغيب عني فآلوَ (أعتمد) فيه عن أهل الصدق والأمانة, ولئن أحسنوا لأحسننَّ إليهم, ولئن أساؤوا لأنكلنَّ بهم)).
فهو يعدهم أن يلي الأمر في كل ما حضره, وألا يعهد فيه إلى غيره إلا َّ إذا غاب عنه, ثم لا يكون وكلاؤه فيه إلا َّ من أهل الصدق والأمانة, ثم هو لا يدعهم وشأنهم بعد ذلك, بل يراقبهم ويتتبع أعمالهم, فيحسن إلى من أحسن, وينكل بمن أساء, وقد كان عمر رضي الله عنه يقول, ويعني ما يقول, ويعمل بما يقول. وصارح القوم فيما لا يحصى من الخطب والأحاديث أن له عليهم حق الطاعة فيما أمر الله, فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وأن له عليهم حق النصيحة, ولو آذوه فيها, ومن ذلك الرواية المشهورة التي سأل الناس فيها أن يدلوه على عوجه فقال له أحدهم: والله لو علمنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا, فحمد الله أن جعل في المسلمين من يقوِّم اعوجاج عمر بسيفه.
لم يكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبيح من مال المسلمين لنفسه إلا ما يقيم أوده وأود أهله عند الحاجة إليه, فإن رزقه الله ما يغنيه عن بيت المال كفَّ يده عنه.
يقول عمر رضي الله عنه: ((ألا وإني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم, إن استغنيت استعففت, وإن افتقرت أكلت بالمعروف تقرم البهيمة الأعرابية ((القضم لا الخضم)), أي كما تأكل ماشية البادية قضما بأطراف أسنانها, لا مضغا وطحنا بأضراسها)).
ولما سُئل عما يحل للخليفة من مال الله قال: ((إنه لا يحل لعمر من مال الله إلا َّ حلتان: حلة للشتاء, وحلة للصيف, وما أحج به وأعتمر, وقوتي وقوت أهلي كرجل من قريش, ليس بأغناهم, ولا بأفقرهم, ثم أنا بعد رجل من المسلمين))}
إخوة الإيمان:
وَتـَدُورُ عَجَـلــَة الزَّمَان، مَرَّة ثانية, وَتـنقـَضِيْ سَنـَوَاتُ خِلافـَةِ الفـَـارُوق عُـمَـرَ رضي الله عنه, الـذي مَــلأ الأرضَ عَـدلا, وَأعَـزَّ اللهُ بـِهِ الإسلامَ وَأهلـَهُ, وَاتـَّسَعَتْ فِي عَهـدِهِ رقـعَة الدَّولـَةِ الإسلاميَّـة, وَتـَبـَوَّأ المُسلِمُونَ المَكانـَةَ اللائـِقـَةَ بـِهمْ بَينَ الأمَمِ وَالشـُّعُوب, فكانـُوا بحَقٍّ خـَيرَ أمـَّةٍ أخرجَتْ لِلنـَّاس.
أحبتنا الكرام: بهذا نكون قد أنهينا حديثنا عن مبايعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بالخلافة إلى نهاية عهده بها، وفي الحلقة القادمة إن شاء الله سيكون حديثنا عن مبايعة عثمان بن عفان رضي الله عنه بالخلافة.
وإلى ذلك الحين أستودعكم الله، أستودعه دينكم وإيمانكم وخواتيم أعمالكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.