100عام بلا خلافة! التاريخ الدموي بعض الأمثلة عن إبادة البلاشفة للمسلمين في تركستان
من المعلوم أن القضاء على الخلافة كان بمثابة الطامة الكبرى لجميع المسلمين بمن فيهم مسلمي تركستان (آسيا الوسطى) أيضا. ففي عام 1917 في القرن العشرين وصل البلاشفة الشيوعيون إلى الحكم بعد الانقلاب في روسيا. وواصلت حكومتهم كوارث روسيا القيصرية المستعمرة قبض تركستان في نير الاستعمار. فالنظام السوفيتي الذي تم تثبيته بالقوة جلب على شعوبنا إبادة لا حصر لها ومعاناة مروعة! ولم يقبل مسلمو آسيا الوسطى نظام الشيوعيين الدموي هذا. لذلك خاضوا النضال المسلح ضد هذا النظام لمدة 16 عاماً. وخلال هذا الصراع – حسب إحصائيات بعض المؤرخين – اضطر مليون و900 ألف مسلم إلى الهجرة من بلادهم وتم نفي وطرد 1 مليون و700 ألف مسلم إلى سيبيريا وأقصى الشمال وأوكرانيا وشمال القوقاز وأورال والشرق الأقصى وأمكنة أخرى.
قامت حكومة الشيوعيين باتباع سياسة “الإرهاب الكبير”. وحول هذه الإرهاب عرضت قناة “كولتورا” في التلفزيون المركزي الروسي في 4 تموز/يوليو عام 2007م حلقة تلفزيونية، قيل فيها إن “الإرهاب الكبير” للشيوعيين هذا قد بدأ في 30 تموز/يوليو عام 1937م واستمر حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1938م. وخلال هذه المدة زج بـ1,5 مليون شخص في السجن وأعدم 700 ألف منهم رميا بالرصاص! وفي أوزبيكستان فقط من 10 آب/أغسطس عام 1937م حتى 1 كانون الثاني/يناير عام 1938 تم اعتقال 17 ألفاً و700 شخص وأعدم ثلاثة آلاف وستمائة وثلاثة عشر منهم رميا بالرصاص وتم الزجّ بسبعة آلاف وسبعة وثمانين شخصا في السجن لمدة 8-10 سنوات! وهذه الإبادة كانت موجهة في المقام الأول ضد علماء المسلمين والمثقفين. ففي شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1937م حُكم ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وأربعين شخصا بالسجن بقرار اللجنة “الثلاثية” وكان ألف وأربعمائة وأربعة وستون شخصا منهم هم أئمة المساجد وسائر العلماء! وفي شهر شباط/فبراير عام 1938م أصدرت “الثلاثية” هذه الحكم على 2.491 سجينا ومن هؤلاء حُكم على 2086 سجينا بالرمي بالرصاص وحُكم على 398 سجينا بالسجن عشر سنوات وعلى اثنين منهم ثماني سنوات ومات أربعة سجناء أثناء الاستجواب وأطلق سراح سجين واحد فقط. ومن هؤلاء السجناء 153 عالما و72 تاجرا.
وفي 1939م دمر الشيوعيون في تركستان 14 ألف مسجد وفي إديل-أورال 7 آلاف مسجد وفي شمال القوقاز 4 آلاف مسجد وفي القرم ألف مسجد دمرها الشيوعيون! وإذا كان عام 1917م في تركستان 20 ألف مسجد ففي 1953م لم يكن هناك سوى 250 مسجدا! فحاولت الشيوعية القضاء على الإسلام، وأباد الشيوعيون 6 مليون مسلم في تركستان بإلصاق التهم بهم مثل “القومي” و”بان إسلامي” و”عدو الشعب” و”عميل الإمبرياليين” وإلى آخره! واستخدم الشيوعيون في هذه الإبادة الجماعية القوميين الأرمن (دشناق الأرمن). فمثلا في بداية عام 1918م أعدم دشناق الأرمن في مدينة مرغلان (مرغنان) 7 آلاف مسلم وفي أنديجان 6 آلاف مسلم وفي نمنكان 2 ألف مسلم وفي قوقند 4,5 ألف مسلم رميا بالرصاص وأحرقوا في وادي فرغانة 180 قرية!
هذا غيض من فيض جرائم الشيوعيين الدمويّة التي ارتكبوها في آسيا الوسطى فقط!
واليوم أيضا – بعد تفكك الاتحاد السوفييتي – تواصل الأنظمة الدمى والعميلة والطاغية التي نصبها الاستعمار الروسي الحرب على الإسلام! وحكام هذه الأنظمة هم الشيوعيون السابقون. وهؤلاء الشيوعيون السابقون يلصقون تهمة “الإرهاب” و”التطرف” بالمسلمين بأوامر أسيادهم في روسيا ويزجّون بهم في السجون. وحزب التحرير يقوم بفضح الجرائم البشعة لهذه الأنظمة، لذلك تحارب هذه الأنظمة حزب التحرير الذي يعمل لإخراج البشرية من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة، تحارب هذه الأنظمة الحزب بلا هوادة. ففي عهد طاغية في أوزبيكستان كريموف تم الزج بالآلاف من أعضاء الحزب في السجون واستشهد العشرات منهم!
والسبب الوحيد لكل هذه المعاناة والويلات التي نزلت وما زالت تنزل على رؤوس المسلمين في جميع بلادنا وبمن فيهم مسلمو آسيا الوسطى أيضا هو فقدان الجنة الذي يقاتل من ورائه ويتقى به، أي فقدان دولة الخلافة! إذن، أقيموها أيها المسلمون… أقيموها أيها المسلمون!
نسأل الله سبحانه وتعالى أن نبايع أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة خليفة للمسلمين قريباً بإذن الله تعالى عندما يتم إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وما ذلك على اللّه بعزيز.
﴿ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّـهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾