خسارة الأمة بفقدان الخلافة
في نهاية شهر رجب من كل عام تمر على الأمة الإسلامية ذكرى لا يلتفت إليها الكثير من الناس، بل إن السواد الأعظم من المسلمين لا يعرف عنها شيئا، هذه الذكرى هي (إلغاء نظام الخلافة).
هذا الحدث لم يكن شيئاً سهلاً على الأمة فهو إلغاء آخر نظام سياسي يحكم بشرع الله، أي انتهاء عصر الدولة الإسلامية التي حكمت ثلاثة عشر قرناً لا تطبق فيها سوى حكم الله.
وكان مما أثر على المسلمين بسبب هذا الحدث، أن اغتصبت فلسطين، وقسمت بلادهم حتى أصبحت دويلات هزيلة لا يعيرها الكافر أي اعتبار، ونهبت خيراتها وسلبت إرادتها وأصبح المسلمون غثاء كغثاء السيل.
ولو تتبعنا أسباب إنهاء الخلافة الإسلامية نجد أن كثيراً من العوامل أدت إلى ذلك؛ منها الغزو الفكري للمسلمين، واتباع سياسة التتريك ونشرها، وإنشاء الكثير من الأحزاب القومية التي تدعو في السر والعلن للقومية التركية والقومية العربية، وانشغال الخلفاء بتوسيع رقعة المسلمين وعدم الاهتمام بالاجتهاد ونشر الفكر الإسلامي، ومحاولة الدولة الإسلامية اللحاق بالتطور الغربي الذي أهلك الدولة عن طريق القوانين التي فرضتها عليها دول الغرب؛ وخيانة الكثير من القادة بمن فيهم (الشريف) حسين بإعلانه الثورة العربية، وعمالة آل سعود للإنجليز؛ كل ذلك أدى إلى إنهاء الخلافة الإسلامية التي عمل عليها الغرب قرابة قرنين من الزمان حتى أصبح حالنا على ما هو عليه الآن؛ حكام عملاء وأمة مفرقة، وتقليد أعمى للغرب. وصدق الله القائل في كتابه الكريم: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾.