وما كيد الكافرين إلا في تباب
إن الغرب الكافر بعدما قضى على دولة الإسلام في 1924م على يد الخائن مصطفى كمال وتقاسمت دول الغرب الدولة الإسلامية (العثمانية) ومزقوها إلى دول كرتونية وأقصوا الإسلام عن الحكم وأتوا بنظام حل محل نظام الإسلام بطريقة الاستعمار العسكري، وأتوا بثقافة حلت محل الثقافة الإسلامية في ذلك الجسد الممزق ووضعوا حكاما وكلاء لهم في بلاد المسلمين يطبقون عليهم أنظمة أسيادهم الوضعية وأثاروا النعرات الوطنية والقومية والفتن الطائفية والمذهبية…إلخ
كل ذلك لم يمح من أذهانهم أن للإسلام عودة قادمة، فهم يعلمون أكثر من المسلمين أن الخلافة ستعود وهذا ما قاله أكثر القادة الغربيين، لذلك اتخذ الكافر المستعمر كل الوسائل والأساليب للحيلولة دون عودة الإسلام السياسي إلى مكانه الحقيقي ألا وهو سدة الحكم (دولة تطبق الإسلام داخليا وخارجيا).
ومن هذه الأساليب التي استخدموها محاولة تشويه صورة الإسلام ووصفه بأنه دين إرهاب وتخلف، فاستغل التنظيمات والجماعات التي تدعي أنها تعمل لعودة الإسلام من أجل تشويه فكرة الخلافة عند المضبوعين بثقافتهم، وأيضاً جعل هذا تبريراً لتدخلهم في بلاد المسلمين، وشرعنة لجرائمهم ضد المسلمين تحت مسمى محاربة الإرهاب.
ومن الصور والمكائد التي يبثها الكافر المستعمر موضوع المرأة وحقوقها فقد سحب المرأة للتفلت من الإسلام وأحكامه وسحبها من رعاية الأسرة، يريدها متحررة غير مستورة، يريد رميها بين الوحوش في المجتمع لتمارس حياتها بحجة أنها متساوية مع الرجل، يحاول أن يفهمها أن قوامة الرجل عليها إذلال لها، يريدها حرة لتظهر مفاتنها للرجال والويل لهم إن نظروا لها، فمنهاج التعليم يرسخ ذلك، والإعلام يبث لها مسلسلات وأفلاماً عن الحب والغرام والزنا والتمرد على الأسرة، والجمعيات النسوية تشجعها على ذلك وتعمل جاهدة مع الحكومات لتطبيق قوانين تهدم الإسلام وتسهل خروجها من أحكام الإسلام ورعاية الأسرة.
إن الكافر المستعمر اليوم يطبق منهجه بفعل القوة والسيطرة والانقياد وراء أفكاره العفنة، فدمر حياة المرأة بفعل القوانين غير الإسلامية واتخذ من الجمعيات النسوية وقوانينها السيداوية ليمرر مخططاته وينفث سمومه، ليلحق الدمار كل أنحاء المجتمع.
ومن شدة وقاحته كونه المسيطر والمطبق لقوانينه فإنه يعزو سبب شقاء المرأة للإسلام غير المطبق وينسى أنه هو من سبب لها الشقاء والتعاسة.
إن الإسلام بأحكامه وقوانينه نظر للمرأة أنها أم وأخت وزوجة وبنت عرض يجب أن يصان وأن الرجل مكلف بحمايتها ورعايتها والإنفاق عليها والإحسان لها، والأسرة ترعاها حتى تكبر وتشب وتتزوج وتكرم أفضل تكريم في رعاية أحكام الإسلام وحماية الأسرة.
إن على النساء إدراك حقيقة من يريدون الذهاب بهن للشرق أو الغرب حيث الدمار والخراب، وأن يتمسكن بإسلامهن وحماية أسرهن التي تريد الذهاب بهن لليمين طريق النجاة، فإن الأمر عصيب، ولن يقطع شرور الكافر المستعمر، إلا التمسك بالإسلام فكرة وطريقة (عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام) وهذا النظام شامل كامل لجميع مناحي الحياة ومعالجات لجميع المشاكل العقائدية والفطرية وتنظيم لعلاقات الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره من البشر. وطريقته دولة تطبق هذا النظام أو المبدأ داخليا في الدولة نفسها ونشره خارجيا خارج حدودها بالدعوة والجهاد.
وشتان بين نظام يضعه البشر ونظام يضعه رب البشر!
فقد ظلت الدولة الإسلامية ما يقارب 13 قرنا لم نسمع أن هناك امرأة تشتكي من ظلمٍ مسّها، ولم نسمع أن هناك أحداً اشتكى فقرا أو سلبا لحقوقه من الرعايا الذين كانوا تحت رعاية الدولة الإسلامية طوال فترة حكمها، وإنما ظهر كل هذا في ظل النظام الوضعي (الرأسمالي) القائم على فصل الدين عن الحياة والقائم على أساس المصلحة والمنفعة مقياسا للأعمال فجعل من المرأة سلعة للبيع والشراء ومعارض الأزياء وإعلانات الماركات، بينما الإسلام قال عنها: أم وأخت وزوجة وعرض يجب أن يصان.
وأخيرا نوجه رسالة للأمة الإسلامية عامة، إن العدو يتربص بكم الدوائر ولا يريد أن تقوم لكم قائمة فلا تصدقوا عملاء الغرب وكذبهم وشعاراتهم الرنانة الفارغة من المحتوى.
والتحقوا بسفينة النجاة، الحقوا بالركب مع العاملين لإعادة مجد الإسلام من جديد فهي وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ وفرض بل تاج الفروض؛ الخلافة التي يمر اليوم 100 عام على هدمها، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ صدق الله العظيم.