يا علماء الأمة الكرام: تدبروا في دعوة حزب التحرير فإنها والله منجية
يا علماء الأمة الكرام، يا ورثة الأنبياء عليهم السلام:
إن البلاد الإسلامية كما تعلمون محكومة بأنظمة الكفر والطاغوت، وهذه الأنظمة قد سببت المحن والويلات والابتلاءات والمصائب لأمتنا على جميع الأصعدة والمستويات؛ من ضياع الأرض والأمان وكرامة المسلم وعزته وتبديد الثروات والطاقات، وانتشار الفقر والعوز والحاجة رغم كل الثروات والخيرات التي تعج بها بلادنا… والسبب وراء كل هذه المصائب والمحن هو غياب الخلافة وغياب الراعي لهذه الأمة.
ولذا فإن إقامة الخلافة هي قضية المسلمين المصيرية اليوم، وهي تاج الفروض، وعلى رأس الأولويات، فإعادة الحكم بما أنزل الله هي القضية المصـيرية للمسـلمين، ويكون ذلك عن طريق إقامة الخلافة، ونصب خليفة للمسـلمين يبايعُ على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، ليهدم أنظمة الكفر، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ، ويحوّل البلاد الإسلامية إلى دار إسلام، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي، ويحمل الإسلام للعالمين.
أيها العلماء الأفاضل، يا ورثة الأنبياء الكرام عليهم السلام:
لقد تأسس حزب التحرير عام ١٩٥٣ من أجل هذه الغاية، من أجل إعادة الخلافة الإسلامية للوجود، فقد أدرك مؤسس الحزب الشيخ الجليل تقي الدين النبهاني رحمه الله أن تاج الفروض وأولى الأولويات هو إعادة هذه الخلافة، فبعد إقامتها ستحل كل أو غالبية المشاكل والمصائب والأزمات التي حلت بأمة محمد ﷺ، بل إن جل هذه المصائب بل كلها قد حلت بالمسلمين بسبب غياب هذه الخلافة. فالخلافة كما تعلمون هي الوحدة والحصن الحصين والسلطان العظيم والرائد للهداية والفلاح في هذه الدنيا.
أيها العلماء الأفاضل، يا ورثة الانبياء عليهم السلام:
نرجوكم أن تتدبروا في دعوة حزب التحرير هذه وأن تزنوها بميزان الشرع الحنيف وأن تحاكموها محاكمة نزيهة لعلكم تنصفونها وتؤازرونها وتكونون ممن ينصرونها بل وتنضمون للحزب وممن يدعمونه في دعوته هذه، فوالله إنها دعوة منجية، ووالله إنها دعوة خير وفيها الفلاح والرشاد وفيها عز الدنيا والآخرة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.