حزب التحرير: حزب بصفات لإحداث تغيير حقيقي في بلاد المسلمين (مترجم)
﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
على مدار المائة عام المنصرمة، لم تعرف بلاد المسلمين سوى الظلم والموت والدمار والعوز واليأس. لقد أصبح الذبح والاضطهاد والإهانة والمعاناة منسوجا في نسيج حياة الناس في المنطقة. كل هذا عبارة عن نتيجة مباشرة لفقدان دولة الخلافة في 28 رجب 1342، الموافق 3 آذار/مارس 1924م.
ومن أجل إنهاء هذه الدوامة التي لا هوادة فيها والمليئة باليأس، يجب أن يكون هناك حزب يجسد رؤية واضحة لإعادة الخلافة على منهاج النبوة. كما يجب أن تكون لديه الصفات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف وإيجاد وإحداث تغيير حقيقي في بلاد المسلمين بل والعالم، حتى لا يبقى حلماً فارغاً على الورق. ستتناول هذه المقالة كيف أن حزب التحرير يمتلك الصفات الأساسية لتحقيق هذه الرؤية بإذن الله.
حزب التحرير هو حزب سياسي إسلامي، تأسس عام 1953 في فلسطين على يد السياسي والمفكر البارز الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله بهدف استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة. ويمتد عمل الحزب الآن في عشرات الدول من الشرق الأوسط إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا إلى أمريكا. وأعضاؤه من جنسيات وأعراق ومذاهب إسلامية مختلفة بما في ذلك السنة والشيعة، ومن جميع أطياف المجتمع – مثل الطلاب والمعلمين والعلماء والأطباء والعمال وربات البيوت والمحامين والعلماء والصحفيين وضباط الجيش – يعملون جميعاً بلا كلل من خلال النشاط السياسي المتفاني لتحقيق هدفه النبيل. وفيما يلي بعض السمات الرئيسية التي يجسدها حزب التحرير لتحويل رؤيته لتحقيق تغيير حقيقي في البلاد الإسلامية إلى واقع:
(1) أي حزب يسعى إلى تغيير حقيقي يجب أن يستند إلى الإسلام فقط
إن الصفة الأولى والأكثر حيوية التي يجب أن يمتلكها الحزب لإقامة الخلافة ورسم مستقبل ناجح لبلاد المسلمين هي ضمان والتأكد من أن هدفه وأفكاره واستراتيجيته للتغيير وأفعاله في كل التفاصيل مبنية على الإسلام وحده، هذا هو المقياس الحاسم للنجاح، كما قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
لقد تأسس حزب التحرير بناء على أمر الله هذا مع قناعة عميقة بأن النجاح في هذه الحياة وما بعدها يتحدد بالتمسك المطلق بأفكار الإسلام وقواعده وأحكامه وأن أي شيء آخر لا بد أن يفشل؛ كما رأينا بوضوح على مدى المائة عام الماضية منذ هدم الخلافة. كان مؤسسه، الشيخ تقي الدين النبهاني مجتهداً مطلقاً، عُرِف بين علماء عصره بتفوق علمه في الفقه الإسلامي. وقد أرسى عند أصول الحزب، وهي نقطة تتكرر في كتبه – وهي أن الفكر الإسلامي هو نواة الجماعة وروحها وسرها، وأن قوة الحزب لا تكمن في أعداده بل في نقاء ووضوح الأفكار والقواعد الإسلامية في ثقافته وفي أذهان أفراده الذين يحملون دعوته – محتضنين كلام الله سبحانه وتعالى، عندما يقول: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾.
ولا يمكن تحقيق النجاح بمجرد الدعوة إلى بعض المبادئ الإسلامية في الدساتير، أو الدعوة إلى تطبيق الشريعة تحت مظلة النظام الديمقراطي الكافر. بل إن النجاح الحقيقي يتطلب من الحزب أن يعتنق، كما يفعل حزب التحرير، النظام السياسي الإسلامي الفريد للخلافة القائم على منهاج النبوة، لأن هذا هو نموذج الحكم الذي حدده الله سبحانه وتعالى على أنه الطريقة الوحيدة المقبولة لتطبيق الشريعة، وأن أي شيء آخر، لن يؤدي إلا إلى إطالة الألم وتعميق جرح هذه الأمة.
(2) يجب أن يكون لدى أي حزب ناجح رؤية واضحة للتغيير
أما الصفة الثانية التي يجب أن يمتلكها أي حزب ناجح فهي رؤية واضحة للنظام الجديد الذي يسعى إلى بنائه وكيفية حله عملياً لمشاكل المجتمع بشكل تفصيلي. ولا يكفي مجرد تقديم بعض المبادئ الفضفاضة أو السياسات الغامضة أو الأهداف العامة لأنه لا يمكن لأي دولة أن تعمل على مثل هذا الأساس الضعيف. كما يجب أن يمتلك أي حزب ناجح التفاصيل الملموسة للمبادئ والسياسات والقوانين الخاصة بكيفية معالجته عملياً لمشاكل مثل الاضطهاد السياسي والفساد والفقر والبطالة والضرائب والجريمة وزيادة تفكك الأسرة وسوء الخدمات العامة وإساءة معاملة المرأة، وإساءة معاملة من ينتمون إلى الديانات الأخرى، وقضايا أخرى. ويجب أن يوفر برنامجاً تدريجياً لتغيير المجتمع والدولة، وأي شيء أدنى من ذلك يعني قيادة عمياء للأمة.
إن رؤية دولة الخلافة التي يقدمها حزب التحرير لا تستند إلى مبادئ فضفاضة أو سياسات غامضة أو أهداف عامة. بل إن نظامها في الحكم والاقتصاد والاجتماع والتعليم والقضاء، فضلاً عن سياستها الإعلامية والخارجية، قد تم تفصيله بشكل شامل في كتبه بشكل واسع، وتجسد في مشروع دستور دولة الخلافة الذي نشره وهو جاهز للتنفيذ الآن! وكل مادة من مواد دستوره تستند إلى أدلة إسلامية واضحة ولا مثيل لها في تفاصيلها. وفي الوقت نفسه، فإن ثقافته الواسعة لا تشرح فقط المؤسسات الفريدة في الخلافة، بل أيضاً كيف ستحل الدولة مشاكل العصر الراهن التي تعاني منها الأمة والعالم.
على سبيل المثال، يناقش كتاب “نظام الحكم في الإسلام” وكتاب “أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة” كيفية استبدال الهياكل السياسية الفاسدة الاستبدادية، وإيجاد حكم قائم على وصاية الأمة والمبادئ الإسلامية للمساءلة والشفافية وسيادة القانون وحاكم منتخب وقضاء نزيه. ويتناول كتاب “النظام الاقتصادي في الإسلام” وكتيب “نحو عالم آمن مطمئن في ظل النظام الاقتصادي الإسلامي” الحل الإسلامي للأزمة الاقتصادية التي تؤثر على دول العالم وكيفية تحويل النظم المالية غير الكفؤة والفقيرة المثقلة بالديون، إلى اقتصاد مزدهر. وتناقش نهج الخلافة في تحدي الفقر الجماعي والبطالة من خلال الأحكام الإسلامية مثل حظر التمويل القائم على الربا مقابل عقود تستند إلى المخاطرة المشتركة في الربح والخسارة؛ وحظر خصخصة الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمياه بحيث يتقاسم جميع الناس منافعها وإيراداتها؛ وبناء نظام التعليم العام والرعاية الصحية من الدرجة الأولى؛ وهي الخدمات التي يعتبرها الإسلام أساسية وحيوية لرفاهية أي مجتمع وحق أساسي لكل فرد؛ ذكورا وإناثا، مسلمين وغير مسلمين.
(3) حزب قائم على الإخلاص والصدق دون أي مساومة
أما الصفة الثالثة التي يجب على الحزب التحلي بها لإقامة دولة الخلافة فهي الصدق والإخلاص في قضيته، وللأمة ولله سبحانه وتعالى، رافضاً التنازل عن مبادئه أو غايته. إن حزب التحرير معروف في العالم أجمع بأنه حزب لا يتزعزع في تمسكه بمبادئه الإسلامية وحازم في رفضه المساومة على قيمه الإسلامية بغض النظر عن المعارضة التي قد يواجهها لأفكاره وبياناته وأفعاله أو عواقبها على عمله أو أعضائه. وكحزب، لا يؤمن بكسب مكاسب اقتصادية قصيرة الأجل للشعب لكسب دعمه، بل بدعوة المسلمين إلى اعتناق الفكر والنظام الإسلامي الذي لن يحقق النجاح في هذه الحياة فحسب، بل أيضاً في الآخرة. وكحزب، لا يؤمن بقول ما يريد الشعب أن يسمعه من أجل كسب لعبة الشعبية، بل هو حزب ملتزم بقول الحقيقة وحماية هذه الأمة ودينها دائماً. ويشمل ذلك التحدث علناً ضد الأفكار والمشاعر غير الإسلامية السائدة داخل المجتمعات، أو الأفعال غير الإسلامية وحكم القادة الشعبيين، على الرغم من مخالفته للمشاعر العامة أو كسب غضب الأنظمة.
وذلك لأن حزب التحرير حزب لا يسعى إلى السلطة من أجل السلطة نفسها، بل من أجل تحقيق سلطان الإسلام. وإذا كان الإسلام لا ينحني، أو يخضع، أو ينكسر للضغط من أي شخص، فكذلك هذا الحزب الذي يعطي حياته لإقامة وحماية هذا الدين. ومنذ تأسيسه، واجه الحزب الترهيب والتهديد والإغراءات والقذف والعديد من العقبات الأخرى في حمل دعوته. ومع ذلك، فهي لم تحرفه عن هدفه الإسلامي ومبادئه ومساره حتى قيد أنملة. لقد واجه أعضاؤنا – ذكوراً وإناثاً – العديد من التحديات في حمل هذه الدعوة بما في ذلك طردهم من وظائفهم، وطردهم من الجامعة، وتلفيق الأكاذيب ضدهم لإجبارهم على ترك دعوتهم. كما عانوا أشد أنواع الاضطهاد وحشية، بما في ذلك التعرض للمضايقة والسجن والتعذيب والقتل بسبب أفكارهم على أيدي الأنظمة الحاكمة. لقد ملأ أعضاؤنا سجون مصر وتونس وسوريا والعراق والأردن وليبيا وآسيا الوسطى وفي جميع أنحاء البلاد الإسلامية في ظل الطواغيت العلمانيين الذين حاربوا ضد الدعوة إلى الإسلام. ففي ليبيا، عندما تحدى الحزب القذافي علناً لرفضه السنة قام هذا الطاغية الوحشي بإعدام 13 من أعضاء الحزب، وأعدم بعضهم علناً في مدارسهم وجامعاتهم أمام طلابهم ومدرسيهم وعائلاتهم وأطفالهم. وفي باكستان، وبنغلادش، وآسيا الوسطى، سجنت أجهزة الأمن العشرات من أعضاء الحزب ذكورا وإناثا. كما وتعرض العديد منهم للتعذيب الشديد، بما في ذلك الحرق والصعق بالكهرباء والضرب بالعصي والجلد بأسلاك معدنية وحتى الغليان بالماء حتى الموت.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذا، يواصل شباب الحزب هذه الدعوة بتفان بدون تزعزع. لماذا؟ لأنهم لا يسعون إلى الكسب الدنيوي المؤقت، ولا لمصلحة ذاتية، أو مجد شخصي أو تجميع ثروة؛ فهم يناضلون في هذه القضية بشكل نقي فقط في سبيل الله، ولا يسعون إلا إلى كسب الأجر من الله سبحانه وتعالى، ولأن كل عضو في هذا الحزب أقسم أن يكون حارساً أمينا لهذا الدين وهذه الأمة.
(4) يجب على أي حزب ناجح أن يفهم عالم السياسة بشكل صحيح
إن الصفة الرابعة التي يجب على الحزب أن يمتلكها لإقامة دولة الخلافة هي فهم واضح لمجال السياسة. لقد انخرط حزب التحرير في مجال السياسة الحقيقية منذ تأسيسه قبل أكثر من 7 عقود: السياسة الإسلامية التي لا تستند إلى الأكاذيب، التي تركز على الذات، والقسوة، والمفسدة في السياسة العلمانية التي ابتليت بها البلاد الإسلامية والبلاد غير الإسلامية، بل سياسة قائمة على الاهتمام الصادق بشؤون الأمة وفقاً للمبادئ والأحكام الإسلامية.
وكحزب سياسي إسلامي، كانت السياسة الغذاء والعمل اليومي للحزب وأعضائه منذ تأسيسه. لقد عاش شباب الحزب لعقود إلى جانب أبناء أمتهم، مستشعرين أفكارهم ومشاعرهم وإحباطاتهم، وتحملوا نفس القمع والفقر والمشاكل التي يعانونها. وعلى مدى عقود، طالبوا بإنهاء الاستعمار الغربي وتدخله في البلاد الإسلامية، ودافعوا عن مصالح الأمة، وحاسبوا حكام المسلمين على إهمالهم في إدارة شؤون شعوبهم وتواطؤهم مع الحكومات الأجنبية ضد الإسلام. وعلى مدى عقود، تبنى شباب الحزب القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والقضائية التي تمس الأمة، ورفعوا الحلول الإسلامية الواضحة، ودعوا حكام المسلمين إلى تطبيق الدين. وقد تم نشر عدد لا يحصى من البيانات الصحفية والمقالات وأشرطة الفيديو والكتيبات، وتم تنظيم العديد من الاحتجاجات والمحادثات والندوات والمؤتمرات وغيرها من الأحداث حول هذه الأمور في مختلف البلاد التي يوجد فيها الحزب، وفضح مؤامرات وأجندات الحكومات الاستعمارية ضد الإسلام والمسلمين، وتسليط الضوء على أسباب المشاكل التي تؤثر على المسلمين وبلادهم، وتوجيه الأمة في المسار السياسي الإسلامي الصحيح للتعامل مع جميع شؤونها.
وبالتالي فإن حزب التحرير هو حزب لديه الوعي السياسي والتفكير السياسي والخبرة السياسية لمعالجة شؤون المسلمين بشكل فعال.
(5) وجود استراتيجية واضحة وصحيحة لتحقيق تغيير حقيقي
وأخيراً، يجب أن يكون لدى الحزب الذي يسعى إلى إقامة الخلافة استراتيجية واضحة لكيفية تحقيق هذا الهدف. إن أي رؤية إسلامية تتطلب استراتيجية إسلامية للتغيير. لذلك حدد حزب التحرير طريقته لإقامة الخلافة بحسب سيرة النبي ﷺ ومنهجه، واقتداء بأسلوبه الفكري والسياسي في إقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة. إن الجانب الفكري لطريقة حزب التحرير في إقامة الخلافة ينطوي على تحدي الأفكار غير الإسلامية في المجتمع مثل الرأسمالية والديمقراطية والعلمانية والقومية والاشتراكية والليبرالية من خلال تسليط الضوء على عيوبها ومخاطرها وإخفاقاتها، ودعوة الأمة إلى أن تحتضن بدلا منها أفكار وأحكام ونظام الله سبحانه. إن أي ثورة تتطلب أولاً إعداد قاعدة شعبية داعمة، وهذه العملية لتغيير الأفكار والمشاعر الجماعية للناس إلى أفكار ومشاعر قائمة على الإسلام والتي ستخلق تحولاً دائماً في المجتمع.
أما الجانب السياسي لطريقة حزب التحرير في التغيير فهو فضح مخططات المستعمرين ضد الإسلام وتحدي الأنظمة القمعية غير الإسلامية وحكم الأنظمة في البلاد الإسلامية والدعوة إلى إزالتها. ووفقاً لـسيرة الرسول ﷺ، فإن طريقة الحزب في إقامة الخلافة تتضمن أيضاً السعي إلى الحصول على الدعم المادي من ذوي القوة العسكرية. ومن
هنا ندعو من هم في جيوش المسلمين إلى إزالة هذه الأنظمة الفاسدة وغير الكفؤة والطاغية وإعطاء نصرتهم وولائهم لإقامة نظام الله وحمايته.
وبدلاً من الإصلاح التدريجي للنظام، يؤمن حزب التحرير إيماناً راسخاً بالتغيير الجذري والشامل، فهذه هي سنة النبي ﷺ الذي لم يقبل قيادة الدولة إلا عندما اطمأن من قدرته على الحكم بالإسلام وحده وعدم تقاسم السلطة مع الكفر بأي شكل من الأشكال. وعلاوة على ذلك، فإنه من المستحيل بناء منزل قوي ومستقر على أساس فاسد. بل نحن بحاجة إلى اقتلاع كل بقايا الأنظمة القديمة، وهدم أسس وركائز الأنظمة التي صنعها الإنسان والتي تعصف ببلادنا، وإرساء الأساس الفريد والمؤسسات والهيكل الفريد للخلافة في مكانها. والواقع أن الإصلاح التدريجي ليس سوى وهمٍ يحول دون حدوث تغيير حقيقي. بل إنه ببساطة يحافظ على الوضع الراهن كما رأينا على مدى عقود في مختلف البلاد التي حاولت فيها الحركات إحداث تغيير إسلامي في دولها من خلال التدرج والمشاركة في النظام الديمقراطي غير الإسلامي، الذي ثبت أنه غير مجد.
هذه ليست سوى بعض من الصفات التي يمتلكها حزب التحرير والتي تمكنه من قيادة الأمة في إقامة الخلافة بعون الله سبحانه وتعالى وتحقيق تغيير حقيقي في بلاد المسلمين. إنه حزب لا يكذب على أبنائه، ولن يخون ثقة الأمة الإسلامية، ويمثل أفضل ما يمثل مصالحه وتطلعاته. ولديه القدرة على تحرير البلاد الإسلامية والأمة الإسلامية كلها من حالة القمع الحالية التي تمر بها من خلال الإسلام.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء! ندعوكم إلى الاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى والانضمام إلى حزب التحرير لإقامة هذا النظام العظيم، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، النظام الذي يوحد بلاد المسلمين، ويقضي على الفساد والباطل والقهر، ويؤسس في مكانه فجراً جديداً للعدالة والكرامة لهذه الأمة، بل للإنسانية كلها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾