النظام التركي يحاول إسكات الدعوة إلى الخلافة بالاعتقالات والترهيب رسالة قُدمت على قناة الواقية بتاريخ 9 آذار/مارس 2021 إعداد الدكتورة نسرين نواز مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخواني وأخواتي الأعزاء:
كانت قناة الواقية ستستضيف الليلة نقاشاً مع أخوات من تركيا حول تأثير غياب الخلافة على حياة النساء على مستوى العالم. لكن اضطررنا إلى إلغاء هذا النقاش بسبب الاعتقالات المنتظمة والمستمرة التي يقوم بها النظام التركي ضد إخواننا وأخواتنا المسلمين وحتى الشباب الصغار الذين يطالبون بالخلافة.
لقد نظم حزب التحرير في شهر رجب الحالي حملة عالمية في الذكرى المئوية لهدم الخلافة، بعنوان “أقيموها أيها المسلمون” بمناسبة مرور 100 عام على فقدان هذه الدولة المجيدة. وكجزء من هذه الحملة نظّم شباب وشابات الحزب على مستوى العالم بما في ذلك تركيا نقاشات وأنشطة مختلفة للدعوة إلى الإسراع في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة.
لقد أظهر أردوغان وحكومته من حزب العدالة والتنمية عداوتهم المستمرة لشرع الله من خلال السعي لإسكات هذه الدعوة من خلال مضايقة واعتقال مؤيدي إقامة الخلافة على منهاج النبوة.
وقبل أسبوعين اقتحمت وحدات شرطة أنقرة منازل المسلمات واحتجزت 3 أمهات لأطفال صغار وفتاة تبلغ من العمر 16 عاماً. وفي اليوم نفسه احتجزوا أماً شابة أخرى مع طفلها البالغ من العمر أربعة أشهر. ونقلوا النساء 300 كيلومتر بعيدا عن منازلهن إلى مدينة بعيدة للاستجواب واحتجزوهن لعدة أيام. وماذا كانت جريمتهن؟ تسجيل فيديو في أفيون (عمورية سابقا) ذكّرن فيه الأمة المسلمة بحاجتها إلى حاكم راعٍ يحمي المسلمين مثل الخليفة المعتصم الذي سارع إلى الدفاع عن امرأة مسلمة أسيرة عند صراخها وا معتصماه!!
وفي الأسابيع الأخيرة، اعتقل أيضا صبي يبلغ من العمر 15 عاماً لاشتراكه في تصوير فيديو يدعو إلى عودة الدولة التي تحكم بشرع الله. وقبل أيام، اعتقل 11 أخاً مسلماً من أورفة بسبب حديثهم مع سكان المدينة عن الخلافة. وهذا الصباح اعتقل 7 إخوة في غازي عنتاب لمجرد توزيعهم مجلة عن الخلافة. ووقعت اعتقالات مماثلة في الأسابيع الأخيرة في بورصة وإسطنبول.
أسألكم أيها الإخوة والأخوات… هل هذه جريمة؟
هل تعتبر الدعوة لتحكيم شرع الله لصالح هذا العالم ورفع بلادنا وإنسانيتنا من ظلمة الكفر التي ابتليت بها الدنيا اليوم إلى نور الإسلام وعدله، جريمة؟!
وهل من يدعو إلى خليفة يحمي هذه الأمة وعرضها ودينها ويؤمن للمضطهدين ملاذاً، جريمة؟!
أم أن الجريمة الحقيقية هي اضطهاد حملة الدعوة المخلصين الذين لا يسعون سوى إلى القيام بما أمر به الله سبحانه وتعالى لإقامة دولته على هذه الأرض التي ستضع حداً لهذه المائة عام من الموت والدمار والعار واليأس الذي عانى منه المسلمون في غياب درعهم وولي أمرهم الخلافة؟
أيها الإخوة والأخوات: عليكم أن تعلموا بسياسة خبيثة أخرى للنظام التركي، وهي أنهم رغم احتجازهم إخواننا وأخواتنا لما قد يبدو بضعة أيام، لا يطلقون سراحهم من الاعتقال حتى يفتحوا دعاوى قانونية ضدهم. وهذا يعني أنه بعد بضع سنوات، وبعد انتهاء القضية المرفوعة ضدهم، ستعيد السلطات اعتقالهم وتودعهم في السجن لمدة 2-5 سنوات. ويتبع النظام هذا الأسلوب الخبيث في اضطهاد حملة الدعوة للخلافة لمحاولة صرف نظر المسلمين عن جريمتهم بسجن هؤلاء الشرفاء من عباد الله، لأنهم يعلمون جيداً أن المسلمين في تركيا سيقفون ضد أية اعتقالات جماعية أو سجن إخوانهم وأخواتهم الأبرياء.
هذا هو الوجه الحقيقي للديمقراطية والعلمانية التي تجرّم الشرفاء من رجال ونساء المسلمين الذين يذكّرون عباد الله بنظامه. وفي الوقت نفسه تشرّع كل أشكال الفسق والفجور وأنماط الحياة الفاسدة في مجتمعهم!! هذا هو الوجه الحقيقي لأردوغان وحكومته من حزب العدالة والتنمية الذين يقدمون تنازلات لأسيادهم في الغرب في محاولة إسكات أصوات أولئك الذين يدعون إلى إقامة النظام الإسلامي في بلادنا، بينما يعملون في الوقت نفسه على الدفاع عن النظام الذي يعطي الإنسان سيادة على الله وشريعته!
نسأل كل من يتبع هذه الأوامر الإجرامية من هذا النظام العلماني وحلفائه في الغرب، ومن أهل القوة في الجيش التركي الذين يبايعون هؤلاء الحكام الخونة الذين يقاتلون ضد عودة نظام الله، ما العذر الذي تقدمونه لله تعالى على أفعالكم، وطاعتكم وولائكم لنظام يضطهد إخوانكم وأخواتكم لمجرد أنهم ينفذون أوامر الله، ولأنهم يرغبون في العيش في ظل أحكام الدين، وأن يعيدوا المجد والكرامة والحماية إلى بلادنا المسلمة وهذه الأمة تحت ظل الخلافة المجيدة؟!
ونقول لأردوغان ونظام حزب العدالة والتنمية: إن ترهيبكم وتهديدكم لحملة الدعوة الصادقة للخلافة عبث، فهؤلاء رجال ونساء لا يخافون إلا الله، لا يطيعون إلا الله سبحانه وتعالى. رجال ونساء باعوا حياتهم الدنيا لرب العالمين مقابل آخرتهم وجنة عرضها السماوات والأرض، والذين يتعطشون لأجر الآخرة برفع شعلة الدعوة لنشر نور الإسلام في جميع أنحاء العالم! لن يهدأوا حتى يحكم نظام الله بلادنا؛ لأنهم لا يرضون إلا برضا ربهم. وإن أفعالكم القمعية لا تؤدي إلا إلى تسريع زوال حكمكم العلماني القمعي؛ لأنها تقوي عزمنا وإصرارنا على تحقيق هدفنا!
ألم تتعلموا من تاريخ البشرية وتاريخ الإسلام أن الذين يطيعون ربهم سينتصرون دائما على من يسعون لمعارضتهم؟! وإن هذه المعركة التي تخوضونها نيابة عن أسيادكم المستعمرين ضد الله والمؤمنين المخلصين لمنع عودة الخلافة هي معركة لا يمكن كسبها؛ لأن الله سبحانه دائما مع من يرفع رايته. إن إقامة الخلافة الراشدة الثانية هي وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ، وهو سبحانه لا يخلف وعده، وهو القائل جل وعلا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 20-21].