الغرب يعتبر العرقيات الصغيرة مجرد أداة
الخبر:
اجتماع بابا روما بالمرجع الشيعي علي السيستاني.
التعليق:
لطالما لعب الغرب بورقة العرقيات الصغيرة داخل الأمة الإسلامية واستعملها مرارا وتكرارا في حربه على الأمة وواظب على استغلال حالة الضعف التي تمر بها في ظل غياب الخلافة الراعي الحقيقي لشؤون المسلمين وأهل المنطقة.
وكذلك يواظب الغرب على تثبيت فكرة “الأديان السماوية” و”حوار الأديان” وما شاكل من محاولات بهدف تحجيم الإسلام من عقيدة سياسية تنبثق عنها أنظمة الحياة ليصبح فقط ديناً تعبدياً روحياً لا دخل له بالسياسة ورعاية الشؤون شأنه شأن باقي الأديان الوثنية.
إن ما يقوم به الغرب عموما وبابا روما مؤخرا في زيارته للعراق هي محاولات ستبوء بالفشل. فلن ينجح الغرب في تقزيم هذا الدين العظيم. إن المبدأ الغربي قد بان عواره وإن أيام خدع الأمة بشعارات طنانة ورنانة قد ولّت. فالمسلمون قد رأوا ولمسوا عوار الحضارة الغربية وباتوا يكرهون كل أساليب العيش التي تخرج من الغرب. فتصريحات رئيس فرنسا ماكرون ضد الإسلام ليست ببعيدة وممارسة رئيس أمريكا السابق دونالد ترامب ضد المسلمين أيضا ليست ببعيدة.
لقد كشف الغرب عن حجم الكراهية التي يكنها للإسلام والمسلمين. فهل التقارب المزعوم موضوعه هو اللعب على وتر العرقيات الصغيرة في المنطقة وإحياء ملفهم كقضية سياسية يتبناها الغرب؟
إن المبدأ الغربي هو مبدأ نفعي لا يعير أي اهتمام سوى لمصالحه ومصالح شركاته. لذلك فإن الدول الغربية لا تهمها تلك العرقيات الموجودة داخل الأمة الإسلامية بل ما يهمهم هو مصلحتهم، وما أولئك بالنسبة للغرب سوى أداة يستعملها ليبتز بها الأمة الإسلامية ويفرض سياسته عليها وحين تخضع بلاد المسلمين لإرادته يضعهم جانبا وتخفت المطالبة بـ”حقوقهم” ليعيد إحياءها مرة أخرى متى اقتضت حاجته.
وحدها دولة الخلافة هي التي رعت شؤون الناس مسلمين وغير مسلمين بالعدل والحق ولم تميز فيما بينهم ولم تكن هناك مصطلحات أكثرية وأقلية في القاموس السياسي داخلها. وهكذا بغيابها ستبقى المعيشة في بلاد المسلمين غيرة مستقرة إلى أن يأذن الله بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
نسأله تعالى أن يكون ذلك قريباً… إن الله على كل شيء قدير.