يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام!احشدي جيوشك، وأقيمي دولة الخلافة الراشدة، لتستعيدي مكانتك
(مترجم)
أيها المسلمون! إن الإبادة الجماعية ضد إخواننا وأخواتنا في فلسطين ليست مجرد حربٍ بين مسلمين وصهاينة، ولا بين احتلال ومحتل، بل إنها حرب على الإسلام وأهله، من قبل الكفر وأهله، الذين يدعمون كيان يهود بالسلاح والمال والإعلام، بينما يُقتل الأطفال والرّضع والنساء تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”! حال المنافقين الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون﴾.
وبينما تهرع الدول الكافرة (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وغيرها من الحلفاء الغربيين) لمساعدة كيان يهود وحمايته، يقمع حكامنا صوت الحق، ويلتزمون لغة الجبناء، بالدعوة إلى المؤتمرات والاحتجاجات والمبادرات… أما جيوشنا وقادتها فغائبة عن المشهد! كأنها لم تسمع يوماً قوله سبحانه وتعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ﴾!
أيها المسلمون! هل حرّر صلاح الدين القدسَ بالمؤتمرات؟ أم هل ردع المعتصم البيزنطيين بالتنديد والاستنكار؟ كلا، بل اتبعوا سنة النبي ﷺ، وشحذوا سيوفهم لقتال الظالمين، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾.
أيها المسلمون! إنها حرب على أمتكم، فمثلما يذبح الكفار إخواننا وأخواتنا في فلسطين، يضطهد الهندوسُ المسلمين في الهند، ويعتدون على مسلمي كشمير، ويحاصر الصينيون الوثنيون مسلمي الأويغور في معسكرات اعتقال، ويقصف الروس سوريا، وتقوم السعودية بتجويع اليمن بأوامر أمريكية…
أيها المسلمون! إن حكامكم لا يبالون بمطالبكم، ولا ينوون تعبئة الجيوش لإنقاذ إخوتكم وأخواتكم، فرغم استطاعتهم إلا أنهم قد آثروا الاحتفاظ بالمال والعروش الآثمة، وأصبحت مصالحهم ومصالح الكفار واحدة، ويحذركم الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾.
إخوتنا وأخواتنا الكرام في هذه الأمة! لقد حان الوقت للتوقف عن استنجاد الكفار ومؤسساتهم الموجودة لحماية مصالحهم، وعن التوسل لوقف إطلاق النار في المؤتمرات، وعن تصديق دعوات الغرب الكاذبة للسلام، فالمؤتمرات لم تنقذ يوماً سوريا، ولم تحمِ الأمم المتحدة نساء اليمن وأطفالها الأبرياء من الغارات الجوية والجوع، ولم تدفع الحملات والتنديدات منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لحماية الأويغور أو أهل السودان، ولم تحرر المحادثات السلمية فلسطين من الاحتلال القمعي الذي دام خمسة وسبعين عاماً، كما لم تحرر دعوات السلام كشمير…
لا ملجأ لإخوتنا في فلسطين اليوم ولا عاصم لهم سوى الله سبحانه وتعالى، وعلينا نحن كذلك الاعتصام بدين الله عز وجل، واتباع سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والحكم بكتاب الله سبحانه وتعالى، فتخاذل الحكام اليوم لا يعذرنا من نصرة إخواننا. إن واجبنا هو دعوة الجيوش إلى الانقلاب على هذه الأنظمة العميلة، وإقامة الخلافة الراشدة التي توحّدنا بوصفنا أمة، وتمزّق الحدود التي تفرقنا. ادعوا إخوانكم وأبناءكم وآباءكم في القوات المسلحة إلى تلبية واجبهم، وذكّروهم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ﴾، ذكّروهم بأنهم من خير أمة أُخرجت للناس، وأن محمداً ﷺ شفيعهم يوم القيامة، ذكّروهم بواجبهم في حماية المسلمين الضعفاء ومحاربة الظالمين، وأعلموهم بأن من يتوكل على الله فهو حسبه، ومن يخذل المسلمين فلن يضرهم شيئاً.
إن واجب الجيوش المسلمة هو حماية الأمة الإسلامية، وليس حماية مصالح الحكام الخونة وأسيادهم الغربيين، وإن قتل مؤمن واحد أعظم عند الله عز وجل من هدم الكعبة، فكيف وآلاف المسلمين يُقتلون بلا رحمة، بينما تكتظ الثكنات بالجنود، وتترك الدبابات لتصدأ؟! قال الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
إن التحدي أمام الأمة الإسلامية كبير، حيث إنها ستكون في مواجهة كيان خسيس مدعوم من دول غربية ذات قوة عسكرية هائلة، لكن توحيد بلاد المسلمين على نهج رسول الله ﷺ تحت إمام واحد كافٍ لإنهاء هذا التهديد، ولن يصمد الكفار أمام جبهة واحدة مكونة من خمسة جيوش رئيسية فقط من المسلمين. بل إن التحدي الذي يواجهنا اليوم لا يُقارن بالتحدي الذي واجه النبي محمداً ﷺ وصحابته الكرام رضوان الله عليهم الذين قاسوا اضطهاد الوثنيين وأشياعهم، ولم تكن مهمتهم إقامة دولة الإسلام فقط، بل وإيصال رسالة الإسلام للعالم أول مرة، أما نحن فعلينا إيقاظ الجيوش وإزالة الحكام الخونة، وتوحيد الأمة من جديد، بالعودة إلى الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى.
لا وقت اليوم نضيعه، انزلوا إلى الشوارع، استردوا جيوشكم من الحكام الخونة، وطالبوها بالرجوع إلى ما اختاره الله سبحانه وتعالى، إلى العدل الوحيد الذي شهده هذا العالم، إلى الحكم بالإسلام. طالبوا القوات المسلحة بتنصيب خليفة يكون جُنّة للمسلمين، وتأكدوا بأن مقاومة إخوانكم وأخواتكم في فلسطين المستمرة منذ خمسة وسبعين عاما لن تذهب سدى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس مصعب – ولاية باكستان