نصر الله آت ولو كره الكافرون
والذي بعث محمدا بالحق ما نزداد إلا يقينا بكلام ربنا العظيم جل في علاه، خاصة وأننا نرى أمام أعيننا كيف يتجلى كلامه عز وجل في أوضح صورة وأصدق بيان؛ فها هم إخوان الخنازير يتعالون ويتعالون ليس على المسلمين فقط بل على العالم كله، وسفيرهم في الأمم المتحدة يتكلم بكل استحقار لممثلي دول العالم هناك، بل وصل به الحال إلى طلب إلغاء الأمم المتحدة لأنها تقف – حسب زعمه – ضد كيانه في حقه بالدفاع عن نفسه وفي حقه في استحقار العالم وقتل النساء والأطفال…
علو وتعالٍ ما بعده علو وعلى قدر العلو يكون السقوط كذلك، عجل الله بسقوطهم عاجلا غير آجل.
ما كان هذا الكيان ليتبجح ويستكبر ويضرب يمنة ويسرة إلا وهو يعلم أن جميع حكام المنطقة والمناطق التي تليها ما هم إلا خدم للنظام الغربي المجرم وأنهم لن يتحركوا قيد أنملة نحو كيان يهود، يلحقهم قادة جندهم الذي رضعوا الخيانة والنذالة من أوسخ منابعها فهم لا يرجى منهم خير أو يتوقع منهم دفع ضر أو جلب نفع.
يعلم كيان يهود هذا الأمر علم اليقين، ولأن عملية طوفان الأقصى قد أذلتهم في كبريائهم وفي عنجهيتهم وغطرستهم لذا يريدون أن يظهروا للعالم أجمع مدى قوتهم وتمكنهم وقدرتهم على سحق أعدائهم، لكن يسحقون من؟ إنهم يسحقون الأطفال والنساء والعزل من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل، خاصة بعد تواطؤ حكام الخيانة والنذالة في مصر والأردن وسوريا وتركيا وإيران والسعودية والبقية الباقية من حكام المسلمين.
وفي هذا الواقع المرير وبعد سنة كاملة من حرب لا رحمة فيها ولا قواعد ولا قوانين لم يحقق كيان الخنازير أيا من أهدافه المعلنة؛ من تحرير الأسرى وإسقاط حماس وغيرها من الأهداف الهلامية غير الواقعية، فكان لا بد لهم من استهداف بعض الأهداف التي يتوقعون من خلالها أنهم قد حققوا مكاسب حقيقية من هذه الحرب المجرمة فكان استهدافهم لحزب إيران اللبناني وقيامهم بقتل قادته من الصف الأول والثاني والثالث وختموها بقتل حسن نصر الله زعيم الحزب.
وها هو الكيان المسخ يعلن انتصاره بعد استشهاد يحيى السنوار رئيس حركة حماس وتنهال التهنئات والتبريكات من رأس الكفر أمريكا وكأن القضية قضية قادة، فيا لها من انتصارات عظيمة حسب ظن دويلة الأقزام!
يا معاشر يهود، يا من انتشيتم وشمتم وفرحتم بقتل زعماء تنظيمات صغيرة قاتلوكم بأبسط أنواع السلاح فأذلوكم وأثخنوا فيكم الجراح وهم لا يشكلون حتى واحداً بالألف من أمة المليار، ولم تحققوا ما حققتم إلا بعد مضي أكثر من عام كامل على حرب دعمتكم فيها كل قوى الغرب الكافر بكل ما تحتاجون إليه من دعم مادي وإعلامي وعسكري واستخباراتي، وتواطأ معكم الحكام السفهاء في بلاد المسلمين، فكيف سيكون حالكم لو أنكم واجهتم أمة الإسلام كلها تحت قيادة حاكم واحد يقود الجحافل من كل أرجاء بلاد المسلمين ويتسابق الضباط المخلصون من ضباط جيوشنا الأسود ليذيقوا يهود العذاب بما كانوا يصنعون؟!
يا جيوش المسلمين، يا من يعقد على أكتافكم الأمل، أنتم إنقاذ هذه الأمة من ضعفها وانتكاستها وهوانها، فإلى متى تبقون ساكنين ساكتين جامدين؟! ألا يحرك مشاعركم ونفوسكم ما يحصل لإخوانكم في غزة وغيرها من بلاد المسلمين؟!
نعلم يقينا أنكم وكما هو حال كل أبناء الأمة تتوقون للجهاد في سبيل الله وتحقيق النصر المبين على أعداء الله ورسوله، ولكنكم قد رهنتم أمركم وتحرككم بيد قادتكم وحكامكم وأنتم والله تعلمون أنهم خونة لله ولرسوله ولأمة الإسلام، وأمر تحرككم لن يصدر منهم إطلاقا إلا إن كان في تحرككم هلاككم كما حصل في حروب أعوام ١٩٤٨ و١٩٦٧ وغيرها من الكوارث التي حلت على أمة الإسلام بسببهم.
فلا تنتظروا منهم أمرا لن يصدر، فعليكم العمل جاهدين ومسرعين لقلعهم وإنقاذ الأمة من رجسهم ودنسهم وخيانتهم، وإعطاء الراية لمن يعملون منذ أعوام طوال ويصلون ليلهم بنهارهم لإيصال الإسلام إلى سدة الحكم، إلى الرواد الذين لا يكذبون أهلهم والمخلصين لربهم ودينهم وأمتهم من شباب حزب التحرير، حتى تقوم هذه الأمة من غفلتها وسباتها، ولتضع الذل عن رقابها الذي طال أكثر مما يجب.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ريان عادل – ولاية العراق